«الجزيرة» - متابعة:
تحظى العلاقات الثنائية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية المبنية على الاحترام والتعاون المتبادل والمصالح المشتركة بمكانة خاصة لدى الجانبين، نظراً لتاريخها الطويل الذي يعود إلى عام 1931م، عندما بدأت تظهر بشائر إنتاج النفط في البلاد بشكل تجاري، ومنح حينها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - حق التنقيب عن النفط لشركة أمريكية، تبعها توقيع اتفاقية تعاون بين البلدين عام 1933م دعمت هذا الجانب الاقتصادي المهم.
وعزَّز الملك عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - بعد مرور 12 عامًا من تاريخ تلك الاتفاقية العلاقات الثنائية مع أمريكا بلقاء تاريخي جمعه بالرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت على متن الطراد الأمريكي (يو إس إس كونسي)، وذلك في 14 فبراير 1945م.
وكان الملك سعود بن عبدالعزيز أول ملك سعودي يقوم بزيارة إلى الولايات المتحدة، وذلك في 12 يناير من العام 1947م، اجتمع خلالها بالرئيس الأمريكي دوايت أيزنهاور، في حين كان الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون أول رئيس أمريكي يزور المملكة، حيث وصل إلى جدة في 14 يونيو 1974م في زيارة إلى المملكة اجتمع خلالها مع جلالة الملك فيصل - رحمه الله.
وخلال شهر فبراير عام 1962م، زار الملك سعود بن عبدالعزيز - رحمه الله - الولايات المتحدة مرة ثانية، واجتمع مع الرئيس الأمريكي جون كيندي، وفي عام 1966م التقى الملك فيصل - رحمه الله - بالرئيس الأمريكي لندون جونسون، وبحث معه تأسيس شراكة سعودية أمريكية لعمل مشروعات التنمية في المملكة. والتقى الملك فيصل - رحمه الله - عام 1971م بالرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون في واشنطن، وتم عام 1974م تأسيس اللجنة الاقتصادية السعودية الأمريكية المشتركة.
وزار الملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - أمريكا في شهر أكتوبر 1978م، وفي العام ذاته زار الرئيس الأمريكي جيمي كارتر الرياض.
وفي العام 1985م زار الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - الولايات المتحدة والتقى الرئيس الأمريكي رونالد ريغان في واشنطن، في حين زار الرئيس الأمريكي جورج بوش (الأب) المملكة ثلاث مرات، الأولى عام 1990م، تلتها زيارة عام 1991م، ثم عام 1992م، وفي كل هذه الزيارات كان الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - على رأس مستقبليه.
وفي العام 1994م زار الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون المملكة، والتقى الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - في قاعدة حفر الباطن، وبحثا العلاقات بين البلدين.
وزاد التقارب السعودي الأمريكي أكثر بالزيارة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - إلى الولايات المتحدة عام 2005م - حينما كان ولياً للعهد - وما تم خلالها من اتفاقيات علمية وقعها - رحمه الله - مع الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن.
وفي عام 2008 م قام الرئيس الأمريكي جورج بوش بزيارتين إلى المملكة، الأولى في شهر يناير والثانية في شهر مايو من العام ذاته، التقى خلالهما خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله، وفي الثالث عشر من شهر نوفمبر 2008م استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله - في مقر إقامته بمدينة نيويورك الرئيس الأمريكي جورج بوش.
وقام الرئيس الأمريكي باراك أوباما بزيارة إلى المملكة في شهر يونيو من عام 2009م.
وخلال السنوات القليلة الماضية برز في تاريخ العلاقات السعودية الأميركية العديد من المحطات المهمة التي عدت مرتكزًا أساساً في دعم مسيرة العلاقات بين البلدين، ومنها الزيارة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - في 11 إبريل 2012م إلى الولايات المتحدة، حينما كان ولياً العهد نائباً لرئيس مجلس الوزراء وزيرًا للدفاع.
وفي 27 يناير من عام 2015م قام الرئيس الأميركي باراك أوباما برفقة وفد رفيع المستوى بزيارة إلى المملكة، ليقدم التعزية في وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - وأجرى خلال الزيارة محادثات مع الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين وتطورات الأحداث في المنطقة، في حين كانت آخر زيارة للرئيس أوباما إلى المملكة في شهر مارس عام 2014م.
وفي 19 ذي القعدة 1436هـ الموافق 3 سبتمبر 2015م وصل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - إلى مدينة واشنطن بالولايات المتحدة الأميركية في زيارة رسمية، تلبية لدعوة من فخامة الرئيس باراك أوباما رئيس الولايات المتحدة الأميركية، والتقى في مقر إقامته في واشنطن معالي وزير الخارجية الأميركي جون كيري.