لا شك أن إقرار ما يسمى بقانون العدالة في مواجهة الإرهاب (جاستا) من قبل الكونغرس الأمريكي يعد سابقة خطيرة في العلاقات الدولية ويشكل خرقاً لقواعد القانون الدولي والمواثيق والأعراف الدولية التي تحكم وتنظم العلاقات بين الدول، وينتهك الحصانة السيادية للدول ما يعني نهاية الاستقرار في العلاقات الدولية وتأجيج التوترات، وفتح مرحلة خطيرة في تصعيد تأزيم العلاقات بين البلدان ما سيخلق نوعاً من الفوضى في منظومة العلاقات الدولية، إضافة إلى أنه سيتيح للدول الأخرى الفرصة لإصدار قوانين مشابهة ما يؤثر سلباً على الجهود الدولية في مكافحة الإرهاب، ولاسيما أن القانون يمس جميع الدول وليس مقتصراً على دولة معينة، لذا يجب علينا وضع الآليات الكفيلة لدراسة تأثير مثل هذا القانون وحشد الرأي العام الدولي والقانوني لمواجهته وانتهاج موقف خليجي موحد لضمان أمننا واستقرارنا.
وفي هذا السياق نعبر عن تأييدنا ودعمنا الثابت والكامل لجهود المملكة العربية السعودية المشهودة اتجاه مكافحة الإرهاب بجميع أشكاله وصوره والعمل على تجفيف مصادر تمويله ومحاربة من يدعمه. ونشيد بالتزامها التام بمحاربة الفكر المتطرف الذي تقوم عليه الجماعات الإرهابية وتتغذى منه بهدف تشويه صورة الدين الإسلامي الحنيف ومحاولة ربطه بأفعال وسلوكيات منحرفة الدين منها براء، ولا يجب ربط الإرهاب بأي دولة أو دين.
ونود أن نجدد تضامننا اللا محدود ووقوف دولة الكويت جنباً إلى جنب مع المملكة العربية السعودية الشقيقة في مواجهة الإرهاب والتصدي له ولكل من يحاول المساس بها أو يستهدف المقدسات الدينية فيها، ومن هذه النافذة نطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته من خلال تكثيف الجهود لنشر قيم التسامح ومحاربة الإرهاب بمواجهة كل من يسيء إلى الأديان السماوية أو يمس رموزها ومقدساتها.
كما نعرب عن إدانتنا واستنكارنا الشديدين لإطلاق جماعة الحوثي وعلي عبد الله صالح صاروخاً باليستياً باتجاه مكة المكرمة، وهنا نؤكد أن استهداف قبلة مليار ونصف المليار من المسلمين يعد استفزازاً لمشاعرنا وتجاهلاً لحرمة هذه البقعة المباركة واستخفافاً بالمقدسات الإسلامية، الأمر الذي يتطلب تحركاً دولياً لمعاقبة مرتكبي مثل هذه الجرائم.
ختاماً أسأل المولى - عز وجل - أن يحفظ المملكة العربية السعودية الشقيقة وشعبها الكريم من كل سوء ومكروه تحت راية مليكها وولي عهـده وولي ولي العهد حفظهم الله ورعاهم، وأن يديم علينا جميعاً نعمة الأمن والأمان ويحفظ قادتنا وشعوبنا.
الشيخ ثامر جابر الأحمد الصباح - سفير دولة الكويت