محمد آل الشيخ
أسس «محمد سرور» السوري الجنسية الحركة السرورية في المملكة التي خلطت بين السلفية المتجذرة في وطننا، وأيديولوجية حركة (جماعة الإخوان) التنظيمية، والوافدة إلى بلادنا من مصر. أهم ما أحدثته هذه الحركة الهجين كان (تثوير) السلفية، وتلغيم أذهان الشباب في المملكة، بأن نظرية (طاعة ولي الأمر)، لا أساس لها من الصحة، وأن من مقتضيات الجهاد أن تجاهد أول ما تجاهد (المرتدين) في الداخل قبل قتال الكفار الأصليين في الخارج، وكان من أهم ما أنتجته هذه الحركة الثورية على الأرض ظاهرة (القاعدة)، والولاء لزعيمها الهالك «ابن لادن».
الوثائق التي تقول بعض التقارير أنها تسربت، أو سُربت، من قبل «السي آي إي» تقول: إن وثائق وجدتها الفرقة الأمريكية التي قتلت ابن لادن في مخبئه في باكستان تشير إلى أن ثمة مراسلات وتنسيقا بين ابن لادن والإيرانيين؛ هذا التنسيق وصل إلى درجة التناغم في العمليات الإرهابية بينه وبينهم. وهذه المعلومات يؤكدها -أيضاً- وجود أحد أبناء ابن لادن واسمه «سعد» في إيران، يعيش في كنف ورعاية المخابرات الإيرانية. وكانت الجهات الأمنية السعودية قد رصدت أن الأمر بتنفيذ إحدى عمليات الإرهاب في المملكة جاءت من إيران، من أحد كوادر القاعدة هناك واسمه «سيف العدل».
والسؤال : لماذا أمر الرئيس المنتهية ولايته «باراك أوباما» بعدم نشر هذه الوثائق؟.. هناك عدة تفسيرات لهذا المنع، أهمها أنه كان يريد أن يبقى (الاتهام بالإرهاب) سيفا مسلطا على المملكة، لابتزازها سياسيا. ولعل قانون (جاستا) الذي أصدره الكونجرس في عهده، أحد تجليات هذا الابتزاز. كما أن أوباما نفسه لديه موقف ثقافي سلبي من المملكة، وتعاطف مع إيران، عبر عنه في لقاءات صحفية.
وفي تقديري أن فوز «دونالد ترامب» بالرئاسة الأمريكية، سيُغير كثيرا من التوجهات في السياسة الأمريكية التي كان ينتهجها أوباما، وأهمها الحرب على الإرهاب ومعه التأسلم السياسي، لا توظيفه واستغلاله كما كان يفعل أوباما؛ وهذا يعني أن تتجه إلى أصل المشكلة، وبؤرة الدعم، والتي هي إيران، وتتعامل معها بقوة وحزم. وهذا ما جعلني متفائلا بفوز ترامب وسقوط كلينتون، لأنها فيما لو فازت، فلن يحدث تغير يذكر في التعامل مع الإرهاب الذي يبدأ من الحرب على التأسلم السياسي الذي هو (رحم) الإرهاب الأول.
والسروريون فئتان، فئة القادة والمنظرين للتوجه. والفئة الثانية الأتباع من البسطاء والدهماء والسذج. الفئة الأولى هم في الغالب ليسوا ملتزمين دينيا لكنهم ساسة يظهرون الالتزام نفاقا ورياء، فهم في الغالب (ميكافليين)، الغاية لديهم تبرر الوسيلة، حتى وإن كانت قذرة. غير أن السواد الأعظم من الاتباع بسطاء، يُصدقون ما يقوله قادتهم وأساطينهم.
انكشاف ابن لادن وعمالته لإيران وهو رمز من رموز السروريين، سيسقط عليهم سقوط الصاعقة، خاصة وأن التعامل مع الفرس، ناهيك عن العمالة لهم، من المستحيل تبريره خاصة لأتباعهم.
كيف ستنعكس هذه الفضيحة المجلجلة على جماهير السروريين؟.. هذا ما أنا في غاية الشوق لرصد ردود أفعاله.
إلى اللقاء