عثمان أبوبكر مالي
أيام معدودة تبقت على مغادرة أول رئيس منتخب لمجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم مبنى الاتحاد نهائيًّا، إذا سارت الأمور على طبيعتها وفق البرنامج المعد لانتخابات رئيس ونائب رئيس وأعضاء (ثاني) مجلس منتخب لإدارة الاتحاد، الذي بدأ رسميًّا في السادس من الشهر الجاري بمرحلة الترشيحات، وتختتم يوم السبت بعد القادم بمرحلة الاقتراع.
سيغادر أحمد عيد (المقعد الساخن) بعد أن نجح في إكمال فترته القانونية، والإبحار بمجلس إدارته إلى آخر يوم في دورته الانتخابية من غير تلكؤ أو تردد، ولن أقول (هروب)، رغم كل الصعاب والعواصف الكبيرة التي واجهته، والمحاولات المستميتة لإزاحته أو حتى تعطيله قبل الموعد من قِبل أطراف عدة، وبطرق شتى، وأساليب قانونية مباشرة وأخرى ملتوية!!
لم يسبق أن تعرض مسؤول رياضي لمثل ما تعرض له (الرئيس المنتخب)، ومع ذلك كان يقابل الإساءة بالإحسان، والجحود بالمعروف، والشتم بالحسنى، والضيم بالترفع.. وكل ذلك لأنه (رياضي مؤسس) بكل ما في الكلمة من معنى؛ ولذلك فهو نموذج للرياضي الحقيقي بأخلاقياته ومثالياته، ولم يحتج إلى أن يقول له يومًا أحدٌ ما (خلي أخلاقك رياضية يا ريس)! وأكيد أنه لم يكتفِ بذلك، وإنما نجح أيضًا في ترك إنجازات حقيقية ومسجلة (بمداد من ذهب) حتى وإن كان البعض لا يراها، أو لا يريد أن يراها!
في السادس عشر من أكتوبر الماضي، وتحت عنوان (وعود عيد)، نشرت صحيفة مكة (انفوجرافيك) موسعًا عن إنجازاته، قالت فيه: (من أصل 31 وعدًا أطلقها رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم أحمد عيد في برنامجه الانتخابي قبل تربعه على كرسي رئاسة الاتحاد نجح في تحقيق 74 % من برنامجه، محولاً 23 وعدًا إلى أرض الواقع، ولا تزال هناك 3 وعود قيد التنفيذ..).
والنسبة التي ذكرتها الصحيفة نسبة عالية جدًّا قياسًا بحداثة التجربة وفريق العمل (مجلس الإدارة)، الذي لم يكن فيه أحد من اختياره، باستثناء الأمين العام، وبالنظر إلى درجة التعاون من قِبل الأندية وتقبُّل الوسط الرياضي، وغير ذلك من العراقيل والعقبات التي اعترضت مسيرة العمل، والتي تعامل معها بهدوء وحنكة وسياسة. والنسبة ستزداد إذا أضفنا إليها تحقيق وعود أخرى، كانت وقت الدراسة قيد التنفيذ، أحدها (تصنيف المنتخب الوطني).
لقد نجحت سياسة (الدبلوماسية الناعمة) التي استخدمها أبو رضا في (التأسيس) لإدارة ديمقراطية قادرة على السير بكرة القدم السعودية بطريقة سلسة إلى مَواطن متطورة، ومواقع أعلى وأكبر، من خلال معطيات عديدة، ولبنات أصبحت قوية، بشرط أن يكمل (القادمون الجدد) المسيرة والمنهج الذي رسمه، وبـ(الديمقراطية) التي جعلها واقعًا حقيقيًّا وملموسًا في عمل الاتحاد.
إن المنصف المتتبع لعمل أول اتحاد سعودي منتخب لن يتردد في أن يقول (شكرًا جزيلا أحمد عيد لك ولرجالك.. وسلام مربع).
كلام مشفر
* لحظة تاريخية انتظرناها طويلاً، تحققت الاثنين الماضي بصدور قرار مجلس الوزراء التاريخي بتخصيص الأندية السعودية. وهذه البداية العملية لصناعة كرة قدم ورياضة سعودية حديثة، تستفيد من خصائصها وبنيتها التحتية ومواهبها الكثيرة والشاملة في جميع مجالات الرياضة.. لحظات هرمنا من أجلها!
* من إنجازات اتحاد أحمد تطويره العديد من اللجان المهمة، وتحديث لوائحها، وإعطاؤها الصلاحيات الكبيرة في أعمالها، والاستقلالية الكاملة في القيام بها، مع إنشاء لائحة مالية مستقلة للجان، ووقف الاستثناءات في أعمال وبرامج اللجان.
* من الإنجازات الوصول إلى رعايات مستقلة لجميع المسابقات المحلية، ورفع مخصصات الأندية وعائدها السنوي في جميع المسابقات، وأيضًا توقيع أكبر عقد رعاية ونقل فضائي في تاريخ الكرة السعودية بمبلغ خيالي، مع التوسع في الرعايات للاتحاد وبعض أنشطته وأدواته المهمة، مثل لجنة الحكام.
* من أهم الإنجازات إكمال إنشاء الهيئات القضائية (غرفة فض المنازعات)، وإنشاء وتعديل النظام الأساسي للاتحاد، وإنشاء رابطة خاصة لفرق الأحياء، واعتماد دوري لها.
* من الإنجازات شمول المنتخب برعايات جديدة ومختلفة، وزيادة الرفاهية عند لاعبي المنتخب بشكل أكبر، وتسابق الشركات إلى ذلك (حفل STC)، وأيضًا وجود ناقل رسمي خاص (الخطوط السعودية).
* الاعتماد بشكل واسع على المدربين الوطنيين في المنتخبات الوطنية، وتشجيع الأندية على التوسع في مشاركة المدرب الوطني، وإن كان المشروع لم يكتمل بالشكل المرضي، لكن فيه مؤشرات يمكن الاعتماد عليها وإكماله.
* من أهم الإنجازات عودة روح المنتخب، والعلاقة الحميمة بينه وبين لاعبيه، وأيضًا بينه وبين الجماهير الرياضية والمجتمع بشكل عام، بعد النتائج المفرحة في مشوار التأهل إلى نهائيات كأس العالم، التي انتهت مع الاتحاد والأخضر (متصدر) مجموعته الحديدية.