حمد بن عبدالله القاضي
هذا الوطن ليس «منجم ذهب ونفط» فقط، لكنه أيضاً وطن المبدعين من العلماء والأطباء والأدباء والمهندسين وغيرهم.
نبتهج بتكريم أي نابه من أبناء الوطن سواء بالداخل أو الخارج، ولهذا سُررت عندما تم تكريم رائد جراحة القلب أ.د. محمد الفقيه وفوزه بجائزة الشيخ محمد بن راشد المكتوم للعلوم الطبية في دورتها لهذا العام 2016م بدولة الإمارات، وكانت مخصصة للرواد أي هذا الميدان، ود الفقيه أهلٌ لذلك وجدير بكل احتفاء.
فهذا العالِم كما كتبت عنه صحيفة الحياة « يُعَد من رواد جراحات القلب في بلاده منذ أن أجرى أول جراحة قلب في السعودية قبل 30 عاماً، واحد من أوائل أطباء جراحة قلوب الأطفال البارزين على المستوى العربي، وأول جراح غير أمريكي يحصل على درجة «بروفيسور» من جامعة هارفارد الأمريكية، وأجرى خلال مسيرته المهنية أكثر من ستة آلاف جراحة خطرة، انتهت جميعها بالنجاح، كما أجرى أول جراحة زراعة قلب في المملكة في شباط (فبراير) 1986، وتمكن من زرع 18 قلباً لأربعة أطفال و14 من الكبار.»
رائد طب وخلق
فضلاً عن كل ما حققه أ/ د. محمد الفقيه من نجاحات طبية وعلمية وجراحية، فهو يتمتع بخلق مضيء وتعامل مشرق مع مرضاه ومراجعيه.. فقد كان حفياً بهم وكان يتواصل معهم شخصياً بكافة أنحاء المملكة، بعد إجراء العمليات ومغادرتهم المستشفى ليطمئن على حالتهم الصحية.
دعوة لتكريمه داخل الوطن
هذا الرمز الطبي المتميز: عملاً وتعاملاً وخلقاً، والذي نذر عمره لخدمة مرضى القلب بهذا الوطن، يستحق تكريماً داخل الوطن يليق به، ويرقى لشموخ عطائه وإنجازه.
من هنا أدعو أكبر المؤسسات العلمية والثقافية في بلادنا، سواء كانت حكومية أو أهلية، أن تتداعى لتكريمه وتقديره وبلورة ما قدمه للوطن، وفاءً له ولتذكرة الأجيال القادمة.
د. الفقيه ولو كان للإنسان قلبان
وأخيراً أختم بهذه المفارقة القلبية اللطيفة:
الله خلق للإنسان قلباً واحداً، من هنا كان للقلب مكانة بين الأعضاء لا يضاهيها غيره فهو ملك الأعضاء، إذ هو الذي يمدهم - بقدرة الله - بدم البقاء.. وأطباء القلب بأعلى سلّم درجات الطب والذي أعطتهم هذه المكانة هو كونه الوحيد بالجسم، ولهذا كانت أمنية شاعرنا العربي العاشق عندما قال:
ولو كان لي قلبان عشت بواحد
وتركت قلباً في هواك يُعذَّب
أيها الشاعر..
كلنا نتمنى ذلك عشاقاً وغير عشاقٍ، ولكن ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه !
إنه قلب واحد فقط يضخُّ الدم ويضخُّ الحب معاً.
= 2 =
القرار الصحيح
«القرار الصحيح ليس بالضرورة إنفاذه، فقد يكون الصحيح صرف النظر عنه»
كلما تأمّلت هذه الحكمة وجدتها صائبة فهل نأخذ بها لنعانق القرار الأسلم!