زكية إبراهيم الحجي
ثبت بالتجربة أن الإعلام الفضائي أكثر فعالية من القوة الهوجاء التي يستخدمها الأعداء ضد أي شعب من الشعوب.. بل بات المحفز الأول الذي استطاع أن يُخرج المارد البشري من القمقم ليكذب ويكذب ثم يكذب ليصدقه الآخرون.. ومن المعروف بأنه ليس هناك وسيلة إعلامية دون أهداف سياسية.. وليس هناك وسيلة إعلامية خالية من الخلط بين المعلومات المؤكدة والتحليل والاجتهادات الشخصية في الاستنتاجات السؤال الذي يدور في ذهني «كيف يمكن معاينة الحروب الإعلامية في الساحات والميادين الصاخبة.. وكيف تستطيع حكومات بعض الدول أن توظف الإعلام الفضائي وبكل قوة لتحريك الرأي العام والتأثير عليه ليكون في صالحها.. ولعل أقرب مثال على ذلك السياسة الإعلامية للنظام المجوسي الإيراني وإستراتيجية التأثير القائمة على الخداع والتقية.. الفبركة والتمويه.. الإنكار والاختراق والمواجهة غير المتوازية توليفة تسلحت بها سياسياً وإعلامياً وعملياً واستخدمتها بشكل مباشر وغير مباشر في مواجهة خصومها وقد ساعدها في ذلك وجود لوبي إعلامي إيراني تغلغل في الوسط السياسي الأمريكي بالذات إستراتيجيته قائمة على تلميع صورة النظام الإيراني في المجتمع الدولي رغم أن الحقيقة والواقع غير ذلك تماماً فما زال العالم العربي والإسلامي يكتوي بنار سياستها المتمثلة في التهديد والهجوم والتدخلات السافرة.
إيران تلعب على وتر الإعلام الموجه للشعوب العربية والإسلامية ومنهجها في ذلك تطبيق مقولة الدكتور جوزيف غوبلز وزير الدعاية السياسية في حكومة هتلر «اكذب ثم اكذب حتى تصبح الكذبة حقيقة» وهذا ما أكده وزير خارجية إيران جواد ظريف في مقابلة أجرتها معه إحدى المحطات التلفزيونية حيث قال: لدينا جالية كبيرة ومتعلمة في أمريكا ويجب اعتبار هؤلاء بمثابة ثروة لإيران حيث إنهم يستطيعون الدفاع عن مصالح بلادهم بلاد آبائهم وأمهاتهم وألا يسمحوا بفرض النظرة العدائية ضد إيران في المجتمع الدولي» إن كل ما تفوه به هذا الرجل هو عين الكذب الذي لا يمكن أن ينطلي على كل من عرف توجهات هذه الدولة المجوسية وإعلامها الكاذب الذي يستسيغ تشويه صورة الشعوب العربية وخاصة الخليجية ويسعى لبث سموم التفرقة وتهديد الأمن والاستقرار الذي ننعم به.
نحن جميعاً نعلم مدى أهمية توظيف الإعلام وخاصة الإعلام الفضائي في التأثير على الرأي العام خاصة الرأي العام الدولي ورغم ذلك نجد غياباً تاماً لإعلامنا والإعلام الخليجي بصفة عامة في مواجهة الإعلام المضاد وخصوصاً إعلام النظام الصفوي رغم أننا نملك الأداة التي تساعدنا في تحريك الرأي العام الدولي وبالتالي خلق رأي عام مساند لقضايانا وكسب التأييد والدعم من خلال تغيير الصورة الذهنية التي شوهها الإعلام الإيراني.. نحن نحتاج إلى تفعيل قنوات الإعلام الخارجي وذلك بالتنسيق مع الملحقيات الإعلامية العربية والإسلامية والأجنبية والهيئات الدبلوماسية والتواصل معهم بشكل مستمر لردع النظام الإيراني وإعلامه العنصري الظلامي الذي يعطيك من طرف اللسان حلاوة وبعدها يراوغ مراوغة الثعالب.. ترى هل يتحقق ما نريد وننجح في تفعيل إعلامنا الخارجي لتحقيق الهدف المنشود؟ نتمنى.