الأحساء - محمد النجادي:
من ضمن المشاريع التي سوف يدشنها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله مشروع المدينه الجامعية لجامعة الملك فيصل وهذه نبذة عن المشروع:
يتربع مشروع المدينة الجامعية بجامعة الملك فيصل على مساحة (4.5) مليون متر مربع، حيث تم وضع التصميم الحضاري والمعماري للمشروع من قبل مكتب أمريكي عام (1979م)، بإجمالي طاقة استيعابية تقدر بـ (15.000) طالب وطالبة، وتم البدء بالمشروع عام (1998م)، بإنشاء كلية العلوم الزراعية والبنية التحتية الأولى لتشغيل المبنى. وانطلاقاً من حرص حكومتنا الرشيدة -أيدها الله تعالى- على مواكبة التغييرات بناءً على النمو السكاني والاحتياجات الفعلية الحالية والمستقبلية للمشاريع التنموية فقد تم إعادة تصميم الموقع العام للمشروع وزيادة المباني والمرافق المخصصة للمنطقة الأكاديمية والإدارية والسكنية لتتوافق مع الرؤية المستقبلية لبرامج الجامعة الأكاديمية والاجتماعية، حيث تم زيادة الطاقة الاستيعابية من (15.000) طالب/ طالبة إلى (45.000) طالب/طالبة ليحتوي على (43) مبنىً أكاديميًا، و(21) مبنىً خدميًا، و(5) مبان إدارية ومساندة، و(567) فيلا و(564) شقة سكنية لأعضاء هيئة التدريس، وعدد (11) وحدة سكنية للطلاب والطالبات مجهزة بجميع المرافق الأساسية للتعليم بأفضل التقنيات الحديثة، إضافة إلى المرافق الترفيهية والبيئية بتنوع مختلف يوفر الراحة النفسية والبهجة للمستخدم.
الفكرة التصميمية
يعدّ التراث العمراني أحد الرموز الأساسية لتطور الإنسان عبر التاريخ، ويعبّر عن القدرات التي وصل إليها في التغلب على بيئته المحيطة، ويتميز بوجوده المادي مجدداً حضارات الأجيال السابقة، ويوضح القيم الحضارية والاجتماعية والدينية بين الأجيال، ولما كانت محافظة الأحساء من أغنى مناطق المملكة في احتوائها على عديد من القلاع والقصور والمساجد والأحياء التاريخية والمناطق الأثرية والزراعية، من هنا استوحت الفكرة التصميمية لمباني المدينة الجامعية الأكاديمية والخدمية، حيث عكست ظروف البيئة المحلية مناخية كانت وجغرافية أو اجتماعية بكل ما تحويه من حلول وأفكار تصميمية إبداعية، حيث تم تمثيل هذا البعد التصميمي على مباني المدينة الجامعية التي استوحت أركانها من زوايا المباني والقصور والقلاع الأثرية، وتم اقتباس الواجهات الخارجية للمباني من اللون الطيني المستخدم في المباني الأثرية. ولما كانت النخيل والعيون والمسطحات الخضراء من العناصر الأساسية في التراث الأحسائي فقد ظهر ذلك جلياً في محور المشاة الرئيس الرابط بين المباني الأكاديمية والإدارية والمنطقة السكنية عن طريق ممر مشاة ممتد من المنطقة الإدارية للطلاب مروراً بالمنطقة الأكاديمية بطول (2200) متر وبعرض (45) مترًا، الذي يُعد عصب المدينة الجامعية، كما تميز بوجود الأقواس الفخارية التي تضفي أشكالاً من الظلال التي تتشابك وظلال النخيل الممتد على طول المحور الغني بالمسطحات الخضراء والمطعم بالنوافير المائية التي تعكس جمال السماء ملخصاً فيها، والمستوحاة من الطبيعة الأحسائية الخلابة. وحينما تقع أنظار المارة على الواجهات الخارجية لمباني المدينة الجامعية عند المرور في الطريق الرئيس المحاذي للجامعة ترى الحداثة في أوضح صورها مطعمة بالتراث الأحسائي بدءًا من البوابة الرئيسة المستوحاة من بوابة المدن الأثرية للأحساء (الدروازة)، كما يتراءى لأنظار المارة وجود نقلات بصرية حديثة متسقة مع فكرة التصميم العام على مساحات متباعدة وشبه متساوية تضيف إلى الفكرة التقليد الأثري الرابط بين الحداثة متمثلاً بأربع نقلات بصرية تبدأ من شمال السور الغربي مروراً بمبنى الموهبة والإبداع الذي استوحى تصميمه من شكل العقل البشري للإنسان، ثم مبنى المواقف والذي يظهر على شكل هلامي يتوافق مع طرز الأبنية الحديثة. كما يبدو جلياً التراث الأحسائي في أوضح صوره في مبنى الصالة الرياضية الذي يحتويلى أركان أثرية بالمنتصف والمحاكي في تصميمه لسلة الرطب، وأما الاستاد الرياضي فقد تم اقتباس واجهاته الخارجية من جريد النخل بشبكة ألمنيوم تعكس إحدى الصناعات اليدوية المرتبطة بالنخيل وطبيعة المنطقة. والنقلة الحضارية الأخيرة مشروع المدارس الذي يتوسط منطقة الإسكان الجامعي، حيث تم تنفيذه على الطراز الطولوني الأثري المحاكي للمسات المعمارية الحديثة، كما تعكس الواجهات الزجاجية البيئة المحيطة ومتسقة مع الحوائط الديكورية والمرتبطة ببعضها وظيفياً وجمالياً.
مراحل تشغيل مباني المدينة الجامعية
وكانت أولى مراحل التشغيل بداية من عام 2012، حيث تم تشغيل (11) مشروعاً بطاقة استيعابية تصل إلى (9.000) طالب وطالبة، وتتضمن العديد من الكليات العلمية والأدبية المتخصصة إضافة إلى عدد من المباني الخدمية والإدارية، ومنها: (قاعة الاحتفالات – والمكتبة المركزية – وكلية الحاسب الآلي طلاب – وكلية العلوم طلاب – وكلية إدارة الأعمال طلاب – وكلية العلوم الزراعية طلاب). كما تم العمل على تشغيل المراحل تباعا فكانت المرحلة الثانية في عام 2014 - 2015 ، حيث تزايد عدد الطلاب والطالبات، الأمر الذي استوجب العمل على زيادة أعداد المباني الأكاديمية التي تخدم احتياجات منتسبي الجامعة من طلاب وطالبات فتم العمل على تشغيل (29) مشروعاً لتصل الطاقة الاستيعابية إلى حوالي (30.000) طالب وطالبة، تضمنت عديدًا من مباني الكليات الأدبية والعلمية والمباني الإدارية والتي منها: (مبنى إدارة الجامعة – والمسجد الجامع – وسكن الطلاب والطالبات المرحلة الأولى – وسكن أعضاء هيئة التدريس – وكلية العلوم طالبات – وكلية العلوم الزراعية طالبات – وكلية التربية طالبات – وكلية الحاسب الآلي طالبات – ومبنى نشاطات الطالبات).
وتوجد خطة تشغيلية لمباني ومرافق المدينة الجامعية حتى عام 2020م لتصل الطاقة الاستيعابية إلى حوالي (45.000) طالب و طالبة تماشياً مع الزيادة المتوقعة لأعداد الطلاب والطالبات، وبناءً على المشاريع الجاري تنفيذها والجاري تصميمها والمتوقع الانتهاء منها خلال الثلاثة أعوام القادمة، وتشتمل على مبانٍ أكاديمية للطلاب والطالبات ومرافق خدمية ورياضية لخدمة الطلاب ومنسوبي الجامعة. ومن المباني المخطط لتشغيلها قبل عام 2020 بعض المباني المتخصصة والفريدة على مستوى جامعات المملكة، ومنها: مبنى المركز الوطني لأبحاث الموهبة والإبداع، والذي تم إنشاؤه بناءً على الأمر السامي لخادم الحرمين الشريفين كمركز وحيد على مستوى المملكة، وانطلاقاً من هذه الخصوصية ومن مسمى المشروع (الموهبة والإبداع) فقد قمنا بالعمل على إيجاد تصميم معماري صديق للبيئة مميز وفريد ومستوحى من شكل المخ البشري الذي يعد مركز الموهبة والإبداع في جسم الإنسان، وقد حاز التصميم على جائزة أفضل تصميم معماري للعام 2013 من الهيئة البريطانية International Property Awards، والمبنى الآن في طور التنفيذ وسيتم تشغيله في عام 2017، ونسعى إلى الحصول على شهادة الـ LEED عند نهاية المشروع. ومن أهم المشاريع التي حرصت الجامعة على تنفيذها: المستشفى التعليمي (400) سرير على مساحة مليون متر مربع على طريق العقير، وتم اختيار الموقع ليخدم المنطقة السكنية المحيطة، والذي يعد من أكبر المشاريع التي تفخر الجامعة بتنفيذها لما لها من أهمية كبيرة في العملية التعليمية والخدمية لأبناء المنطقة. وبنهاية عام 2017م سنقترب من تحقيق حُلم اكتمال مشاريع المدينة الجامعية والتي سيكون لها دورٌ كبيرٌ ومميزٌ في خدمة أبناء الوطن في المجال التعليمي والبحثي والخدمي بصفة عامة، سائلين المولى عز وجل أن يوفقنا لما فيه الخير لصالح وطننا الغالي.
وهذه صور من المدينة الجامعية لأبرز المشاريع المنفذة:
إنشاء المستشفى الجامعي
الاستاد الرياضي
البوابة الرئيسة.
الجامع.
المستشفى الجامعي
سكن الطلاب والطالبات
مبنى عمادة شؤون الطلاب
قاعة الاحتفالات الكبرى
قاعة الاحتفالات داخلي
كلية علوم الحاسب وتقنية المعلومات
مركز الموهبة والإبداع