إبراهيم الدهيش
حتى وإن كانت من الأهمية بمكان سأتجاوز عزوف أوانسحاب - لا فرق - شخصيات رياضية لها مكانتها الاجتماعية وحضورها المعنوي وثقلها الرياضي من الترشح لكرسي رئاسة اتحاد الكرة في حين كان من المفترض أن يكونوا ضمن المتنافسين في السباق لحاجة كرتنا السعودية لوجود مثل تلك القامات قيادةً وإدارة!
- ولن أدخل في جدلية ضبابية بعض الشروط المطلوب توافرها في المرشح كشرط «الخبرة النشطة» باعتباره شرطاً قابلاً لأكثر من تفسير واحتمال ولا يمنح اللجنة الأولمبية والرابطة «5+ 1» من الأصوات!!
- لكن أجدني مضطراً للتوقف عند مسألة غياب الشفافية ووضوح الرؤية عن المتابع من المجتمع الرياضي الذي يهمه أن يعرف ماذا يدور في هذا الحراك الذي اعتبره بلا شك حراكاً جميلاً بأبعاده الحضارية والثقافية ولكن غياب المتحدث الرسمي خلق أجواء فوضوية وحرّك كثيراً من مياه التعصب الراكدة عند إعلام يبحث عن فرصة كهذه ليدير « الشغلة» على « كيف» انتمائه وميوله الأحادية بأساليب عبثية غاية في التضليل والتأزيم دونما وازع من ضمير مما ساهم في تشويه هذه التظاهرة الديمقراطية!
- فهناك من «حشر» ميول وانتماء المرشح في العملية.
- ومن دأب على نشر التسريبات المغلوطة عن الأعضاء.
- وطال الغثاء رئيس هيئة الرياضة!
- يحدث كل هذا من إعلام همه الأول والأخير فريقه المفضَّل ومصلحته ومن بعده الطوفان!
- أفهم بأن العملية الانتخابية وفي كل مكان لا تخلو من هكذا تجاذبات وبأنها أمر طبيعي لا مفر منه تفرضه المنافسه وكواليسها.
- وأتفهم بأن تكتلات المصالح في عرف الانتخابات يجيزها قانون «شيلني وأشيلك»! وبأن تحالفات الضرورة في المجال الرياضي يفرضها الميول وتسيّرها العاطفة «لزوم» الكسب وحتى وإن شهد الحراك خروجاً عن النص في بعض منعطفاته من باب المناورة أو الإثارة أو التمويه إلا أنه يظل أحياناً مقبولاً ما لم تصل الأمور إلى التشكيك في النوايا والدخول في الذمم والقفز على الحقائق من باب أن الغاية تبرّر الوسيلة فهذا ما لا يمكن قبوله أو تمريره وشرف المهنة لمن يعي يحتم ذلك .
- وعلى أية حال فالناخبون أمام متنافسين فيهم من يملك الخبرة في المجال الاستثماري، ومنهم من يملك الفكر الرياضي، وربما هناك من يجمع بينهما وعلى الناخبين أن يمنحوا أصواتهم لمن تستحقه كرتنا ويستحق ثقتنا بعيداً عن أية أشياء أخرى.
- وشخصياً لا يهمني من يفوز فأنا لست مع هذا ولا ضد ذاك بقدر ما يهمني وصول شخصية تملك الفكر وتعمل بحرفية وباستقلالية تامة رئيس لا مرؤوس لديه جرأة اتخاذ القرار ويقف من الكل على مسافة واحدة قائداً لا مشجعاً! وأن يستفيد من تجربة الاتحاد السابق وما أفرزته من سلبيات ليس أقلها من أن من بين أعضائه من « غرَّد « مشككاً في نزاهة وحيادية عملهم في الاتحاد! على الرغم من أن عمل الاتحاد القادم وبعد إقرار نظام الخصخصة سيقتصر على إدارة أندية الدرجتين الأولى والثانية والمنتخبات الوطنية دون أندية المحترفين التي ستكون من مهام ومسؤوليات الرابطة - هكذا أفهم - مما سيخفف العبء ويمنح مزيد من الفرص للعمل في أجواء أكثر ملاءمة بعيداً عن صخب وضغوطات أندية الممتاز .
- وأختم بأن رياضتنا بالفعل بحاجة إلى من يعمل من أجلها ولمصلحتها لا من يعمل من أجل ومصلحة فريقه المفضّل ومن بعده الطوفان ........ وسلامتكم