أبو عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري
قال أبو عبدالرحمن: الحلُّ الأكْبَرُ الأجْدَرُ في هذيان (علي حرب) الانْعِتاقُ من الإسلام؛ فالشكوى إلى اللَّهِ أنَّ كل كفرٍ يجد مسافتَه وإبرازَه في بعض الصحافة العربية.. قال علي حرب عن الحلولِ حول ما يعانيه العرب من ظلم: ((أولاً: فيما يخصُّ علاقةَ العربِ بالدين سياسياً؛ بحيث تتقدَّمُ هِويتُهم الوطنية على هويتهم الإسلامية التي أنتجتْ كلَّ هذا العجزِ والإخفاق؛ لتدمِّرَ الحاضرَ، وتُلَغِّم المستقبل.. الأمر الذي يقتضي أنْ يعودَ أربابُ العملِ الإسلامي إلى رشدهم؛ فيتحلَّوا بالتواضع، ويتخلَّوا عن لغة الاصطفاء والتكفير والاستكبار والتهديد؛ للقيام بمراجعةٍ نقدية لِمُهِمَّتِهم وهُوِيَّتِهِم، على سبيل الإصلاح..[أسلوبٌ أعجميٌّ، والفصاحةُ والبيان العطف على (يتحلَّوا) هكذا: فيقوموا بالإصلاح]، وإعادةِ البناء عقيدةً وشريعةً، مؤسَّسَةً وممارسةً، تعليماً وتوجيهاً في ضوء ما يشهده العالَم العربي والعالَم من التحديات والتحولات.
قال أبو عبدالرحمن: لو كان علي حرب ذا فِكْرٍ نظيفٍ غيرِ مُؤمَّمٍ مِن قِبَلِ تلميعِ (التثقيف الجنوبي): لَوَجَدْتُ لانْعِتاقِه من الإسلام معنى مَقْبُوْلاً؛ وذلك بأنْ يكون الإسلامُ عنده هو ما يُعايِشُه في بعض الجهات مِن التَّغبير الصوفي، وعبادةِ المشاهِد، والتمسُّحِ بالقبور، والتوسُّلِ بالأموات، وعبادتِهم، وتأليهِ مَن يُوصفون بالأبدال والأغواث وشتى المجاذيب؛ وحينئذٍ يكون التوجيه هكذا: (أيَّها العربُ تَخَلَّوا عن دينكم الوضعيِّ، وتمسَّكُوا بالإسلام الذي هو دِينُ الله).. ولكنَّ صريحَ حلولِ علي حرب: إلغاءُ الْهُوِيَّة الإسلامِيَةِ التي هي دين الله؛ ولهذا قال عن الحلِّ الثاني: ((فيما يخصُّ علاقةَ العربِ بالبلدان الإسلامية غيرِ العربية: آنَ الأوانُ لإعادة النظر في هذه العلاقة كما تُمثِّلها المؤسساتُ والهيئات الإسلامية التي فقدت صدقيتُها، وانكشف هزالُها.. فضلاً عن المؤتمرات الفاشلةِ التي تُعْقد تحت راية الإسلام؛ وكان آخرها المؤتمرُ الفضيحةُ في (غروزني)؛ وهي.. [الصواب (وهو) الذي هو بيانٌ للانكشافِ والهزالِ] شهادةٌ على أنَّ هذه المؤتمراتِ أعجزْ من أن تجمع؛ فكيف إذا كان هدفُها الأصليُّ هو التفرقةَ؟!)).
قال أبو عبدالرحمن: وعلى هذا فلا يحتاجُ حرب إلى تلَمُّسِ حلولٍ تُزِيْلُ ما وقَعَ على العربِ مِن ظُلْمٍ عالَمِيٍّ؛ لأنَّ التخلِّي عن دين الله؛ (بلغتِه هو) سيمنحكم أيها العرب مَحَبَّةَ مَن تصفونهم بأعْداءِ الله؛ فتكونونَ أنتم وهم سواءٌ؛ إذْ تتمتَّعُون بحريَّتِكم المطلقَةِ غيرِ المؤذيةِ حرِّيَةَ الآخرين.. سواءٌ أعِشْتمْ في الدار البيضاء، أو في الرياض، أو في موسكو، أو في طهران، أو في واشنطن؛ فكلُّها دياركُم، وكلُّ مَن فيها أحِبَّاؤُكم وأصدقاؤكم؛ فلا فوارقَ دينيَّةٍ أو وطنية أو قوميَّة!!!.. ومع أنني إن شاء الله تعالى سأتَقَصَّى تَفْنيْدَ هذه الافترآتِ إلَّا أنني مُذَكِّر الآن بأنَّ الإيمان بالله، وبرسله، وبكتبه، وبجميع أخباره، وبجميع أوامره ونواهيه (؛ التي على العدلِ والرحمة والحكمةِ وصلاحِ البلاد والعبادِ ودفْعِ الناسِ بعضهم ببعض): كلُّ ذلك ضرورةُ عقلٍ، وضرورةُ علمٍ من آيات الله في الأنفس، وفي الآفاق، وفيما هو بسبيلٍ مقيم من إهلاك الظالمين.. وجوامِعُ ذلك استحالةُ تفسيرِ الْوُجُودِ بغير إلهٍ واحدٍ له الكمالُ المطلَقُ، والتنزُّه الْمُطْلق مع برهانِ التَّمانُعِ.
قال أبو عبدالرحمن: لقد ضَخَّمَ علي حرب شَأْنَ (مُؤْتَمَرُ غروزني) الذي ناقش هُوِيَّةَ (أهلُ السنةِ والجماعة) في شهر آب 16عام 2016م؛ ليتعمَّقَ في التنديد بِهُوِيَّة الإسلامِ وأهلِه، ولي مداخلات مع هذا المؤتمر في المستقبل.. وإلى لقاء إن شاء الله تعالى في السبت القادم، والله المُستعانُ.