منذُ متى كانت الشهرة تُصنع في نصف اللحظة!
أم أنّ زمننا هذا يتطلب السرعة!
أعتقد أننا ما زلنا بحاجة إلى إمعان النظر وإدراك النهاية المرجوّة.
عندما نسمع بشخصٍ مشهور فإننا نربطه بما قدم وبما فعل ليصل إلى هذه المكانة، فغالب الشهرة مرتبط بالنجاح، وما يحصل الآن هو العكس صحيح.
لو رجعنا لعصر النهضة، ولبيئة مختلفة، لرأينا نموذجاً كـ: ليوناردو دافنشي يكاد يُلم بكل المعارف والفنون، ورغم الظروف؛ كونه طفلاً غير شرعي.
إلاّ أنّ هذا الأمر لم يدفعه للسَيِّئ، بل دفع نفسه ليكون أول عمل قام به في 1473م ويسمّى بـ«المنظر الطبيعي مع النهر».
ولم يُعرف إلا بعد اجتهادات متعددة ومختلفة، فالأعمال التي قدمها هي التي برزته على الرغمِ من أنّ لديه أعمالاً غير مكتملة وذلك في بداياته...
إذن الشهرة هي التي تستمر لعقود ومدة قد تصل إلى ما بعد موت الفنان...
فيموت الفنان ويبقى منه - فنُّه - حيّاً.
لعلّي أذكرُ نموذجاً آخر عربياً كـ فيروز التي ما تزال تُقَلب مزاج السامعِ لها، ليشعر ببراءة الصوتِ والكلمة قبل مضمونه، ولو مضينا نحو المضمون لرأينا اتجاهاً مختلفاً، فما قدمته في السنوات الماضية الحافلة، كان يليق لنا أن ندعوه بالفن الراقي النقي.
أما الآن نرى البعض يسعى للشهرة الوقتية التي ربما لا تستمر إلا ساعات، والسؤال هنا: من يتحمل هذا التغير في المفهوم ورداءة النقلة؟
- اعتماد فهد الرشيدي