د. صالح بن سعد اللحيدان
يسعى الناس منذ أن يعقل الإنسان أمره ويدرك حاله إلى أن يسير وفق منهج سليم بمحاكمة عاقلة رزينة، كما أنه يسعى ويحاول أن يبتعد عن الاعتذار، وذلك بالبعد عن حصول الخطأ منه قصداً أو سهواً.
وبمحاولة إيجاد التنبه الإرادي المتين والحذر الحي الدائم.
واقتران الحركة بالفكر دون أن تغيب عن توجيه الفكر الجيد الحكيم.
وإذا كان هذا الإنسان بهذه الصفة فإنه قد يقع منه بعض الزلل ولكنه زلل قد يكون هيناً وقد يكون مرة أو مرتين مع الإحساس بشدة لومه نفسه على هذا ولوم نفسه إياه ووجود وخز دائم لا شعوري يحس به بين الحين والحين.
ولست هنا أهدف إلى المثالية وتلمس صفة الإنسان المثالي، فلست من هذا النوع الذي يغذي القلب بالأماني وتحفيز العاطفة إلى الإرتقاء نحو المثالية، ولذلك تجدني أعتذر كثيراً لبعض وسائل الإعلام عن أي مقابلة علمية أو قضائية أو سياسية، ولكن هذا مني على الحقيقة لوجود الشواهد عليه بين إنسان وآخر، وهذا الطرح المختصر مني لكافة المعنين، هذا المختصر يقود إلى القول إن الدولة أياً كانت مثلها مثل الإنسان على هذه الوتيرة ناهيك بها من وتيرة وعلى صفة هي الصفة وعلى حال هي الحال.
فالدولة لعلها من باب آخر تتعدى هذا إلى مزيد من الحذر بل شدة الحذر والتوقي كل التوقي من أن يكون عليها القول مؤاخذة أو ملاحظة ولاسيما في أساسيات عضدها وثنايا ظهرها.
فالدولة حينما تحسن النظر وتحسن القول بنظر مكين مجرب وبقول حكيم مسدد وبضبط عاقل متأنِ تسلم غالباً من القيل والقال.
دع عنك الكلام من حانق أو مباعد أو هو ينظر بعين عوراء أو هو ينظر بعين غيره.
لكن الاستفادة من الخطأ مهما كان ولو كان ضئيلاً هذا حقيق به أن يكون لبنه من الصلب الكبير الذي لا تعلوه الآفات على مر الحقب الطويلة لصلابته وقوة داخله.
ولست أشك أن سعة البال مع سعة النظر مع سعة تكرار معاودة العلاقة بمن نسيء فهمهم لسبب ما لا شك أن هذا يعطي صورة عميقة قادرة بإذن الله تعالى على وضوح الرؤية في عتمات الخفاء.
ولقد درست من الناحية السياسية وكذا الأمنية وكذا الإدارية العليا سبب إنهزام الحكم إبان غزو المغول ثم بعد ذلك نظرت الوضع من الناحية العقلية والنفسية فاتضح لي أن ما يقارب من خمسين سبباً كان وراء انتصار المغول، وليس هنا مجال لعرض هذا لضيق المساحة ولعلي أهدف من هذا كله إلى ما يمكن تلافيه بمعاودة ما كتبته من أجزاء مضت من شهر محرم وصفر من هذا العالم 1438هـ في هذه المجلة الثقافية الرائدة.
ومن العود إلى أصل هذا المعجم فسوف أبين بعض معاني هذه المفردة (الخلل):
أولاً/ الخلل، الخطأ.
ثانياً/ الخلل، الاهتزاز.
ثالثاً/ الخلل، السوء حساً أو معنى.
رابعاً/ الخلل، عدم الانضباط.
خامساً/ الخلل يؤخذ في أصله من الاختلال وهو الاعتلال أو العلة، وهي حالة خفية قد لا يكتشفها إلا النادر من النابهين في سياسة الأحوال والقضايا والأمور.