د.عبدالعزيز الجار الله
فهم المدن يأتي من خلال فهم مواقعها والبيئة المحيطة بها وهذا يحدد أدوارها المستقبلية، مدينة رأس الخير على الخليج العربي التي أنشئت عام 2008م - 1432هـ وسيفتتح المدينة ومشروعات الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - في زيارته للمنطقة الشرقية التي بدأت من الأربعاء الماضي 23 نوفمبر 2016م، فإننا نستطيع أن نفهم هذا الرأس الذي كان اسمه رأس الزُّور وأطلق عليه الملك عبد الله - يرحمه الله - اسم رأس الخير وهو خير لبلادنا - نفهمه - من خلال موقعه الجغرافي ومحيطه البيئي ومكونه الاقتصادي الطبيعي والإستراتيجي ويمكن معرفة مكاسبنا من هذه المدينة الحديثة والصغيرة التالي:
إنشاء وتأسيس مدينة سكانية جديدة شمال الخليج والمنطقة الشرقية.
إنشاء ميناء ومدينة صناعية تساند مدينة الجبيل الصناعية على الخليج العربي والمدينة الصناعية في ينبع على البحر الأحمر.
تقوم المدينة وتحيط بها آبار نفط وافرة وغزيرة في بحرها: منيفة، حرقوا، وبرها الشرار، وعلى امتدادها البري جريبيعات، الوطبان، اللهابة.
توليد الطاقة الكهربائية والمياه لتغذية شمال المنطقة الشرقية، وشمال وسط المملكة، والمناطق الشمالية للمملكة.
ميناء تجاري وسياحي لمناطق وسط المملكة والشمالية.
ميناء اقتصادي للدولة واستثماراتها الاقتصادية من معادن الفوسفات من حزم الجلاميد شمالاً والبوكسايت من الوسط الزبيرة والبعيثة وتصديرها إلى العالم.
تجمُّع جديد لمصانع عملاقة في صناعات ذات جدوى اقتصادية كبيرة، تعد مع الجبيل وينبع التجمع الثالث للمصانع الكبرى.
من الناحية البيئية والطبوغرافية فهي - أي مدينة رأس الخير - لها امتداد طبيعي مع عمقها الإستراتيجي وسط المملكة عبر أراضٍ منبسطة وليست وعرة، فقد تم مؤخراً مد الطريق البري السريع بين الجبيل ورأس الخير يمر عبر منطقة الرياض والقصيم وأخيراً المدينة المنورة ليربط ما بين مدينة الجبيل ورأس الزُّور وبين ينبع أي ربط الخليج العربي بالبحر الأحمر، بانتظار مشروع ربط الجسر البري القطار الذي يربط الدمام بجدة، إذن تحولت رأس الخير بإمكاناتها البحرية والبرية منفذاً للتجارة مع مناطق وسط المملكة، ومحوراً لاقتصاد شمال الخليج الذي بدأ يُشكّل لنفسه ثقافة تميزه من حيث القيمة المالية والخدمية والمرتكز الاقتصادي بمشاركة ما يمتلك من موانئ اقتصادية ومدن صناعية وأرصفة بحرية تجارية، ومولدات لطاقة المياه والكهرباء، ومصانع لمنتوجات نوعية يقبل عليها السوق العالمي.