سلطان بن محمد المالك
اعتدنا في المؤتمرات والملتقيات التي تنظَّم في المملكة أن يكون هناك أوراق عمل ودراسات وأبحاث، يقدمها نخبة من المحاضرين، يغلب عليها الطابع الأكاديمي والبحثي. وتنتهي تلك الملتقيات والمؤتمرات بتوصيات في الغالب جميلة على الورق، وفي الواقع نادرًا ما يُنظر لها.
الأسبوع الماضي عُقد بالرياض ملتقى عالمي، حضره عدد كبير من الشخصيات من داخل وخارج المملكة، وشارك به نخبة منتقاة من المحاضرين والمشاركين من مختلف الأقطار ومن مختلف الأعمار. مواضيع متعددة وجديدة، تتواكب مع المرحلة الحالية، تم التطرق لها من خبراء ومختصين في مجالاتهم. المشاركون كانوا صغارًا وكبارًا في السن. المواضيع متنوعة ومختلفة. الحضور كان كبيرًا، والتفاعل رائعًا. البساطة في التنظيم مع الإبداع في العرض واستخدام الوسائل الحديثة كانت حاضرة بقوة. كان هناك نقل مباشر للمنتدى من خلال شبكات التواصل الاجتماعي، مكَّن من لم يتمكن من الحضور من متابعة المنتدى والتفاعل معه.
الذي كسبناه من ملتقى مسك أشياء كثيرة؛ فالفائدة كبيرة جدًّا، ولم تكن في نوعية المحاور والأوراق والمتحدثين فقط، بل في درجة الاستفادة منه؛ فقد كسبنا شبابًا من الجنسين في التنظيم والترتيب للفعاليات.. كسبنا متحدثين أبدعوا في مشاركاتهم.. كسبنا مواهب صغيرة، خرجت، وتحدثت، وأبرزت مواهبها للخارج.. وكسبنا حضورًا، استفادوا كثيرًا من حضورهم.. كسبنا من مسك فتح قنوات التواصل للحضور والمشاركين في مواضيع حديثة وجديدة مع ضيوف حضروا للمشاركة، ويصعب التواصل معهم في بلدانهم.. كسبنا الاستفادة من تجارب وقصص نجاح، عرضها ناجحون، وطريقة نجاحهم فيها.
المكاسب كثيرة ولا تحصى بمقال.. الأهم - في نظري - أننا كسبنا أسلوبًا جديدًا ملهمًا في تنظيم المنتديات والفعاليات والمؤتمرات، يتركز على الجديد والتفاعل المباشر بخلاف ما اعتدناه من أساليب تقليدية غير فعالة.
شكرًا لكل القائمين على مسك الخيرية لتنظيمها مثل هذا المنتدى المهم، ونتطلع للمزيد من النجاحات في هذا المجال.