خالد بن حمد المالك
هكذا اعتاد الملك سلمان أن يخاطب مواطنيه بأبوة حانية، كأبناء أو إخوان، الصغار منهم أبناؤه، والكبير فيهم إخوانه، فهو سيد البيت الكبير، وهو الأب الحاني للجميع، وهو دائماً الأخ المتواضع بإنسانيته وعاطفته ومحبته.
* *
كنت أستمع إلى كلمته إلى الشعب، وأستمتع بمعانيها، بمدلولاتها، بالرسائل المهمة التي كانت مضامين لها، فأعجزني انبهاري عن وضع إطار لما يمكن أن أقوله عنها، فقد كانت كلمته رصينة، ذات بعد وطني صادق، وإنساني متقدم، وروح شفافة، ومعانٍ خالدة.
* *
قال الملك هذا، أو لم يقله، تحدث به أو لم تكن الفرصة مواتية للبوح به، فسلمان عرفناه صغاراً، وكبرنا مع مواقفه، وتقدمت بنا أعمارنا مع إنجازاته، واستمتعنا بأحاديثه، وضمتنا مجالسه، وجمعتنا المناسبات التي تقام على شرفه، حين كان أميراً وبعد أن أصبح ملكاً، فهو سلمان الذي عرفناه، لم تتغير صورته، ولم تتراجع حكمته، وظل هو حبيبنا، يغدق علينا (كمواطنين) من عاطفته وأبوته ومساندته ما هو مثار إعجابنا وتقديرنا.
* *
هو في المنطقة الشرقية، أو في المنطقة الغربية، في الشمال أو الجنوب، وحيثما تكون إقامته في الوسط، هو سلمان الذي يوزع اهتماماته على جميع المواطنين، ويعطي كل منطقة بمدنها وقراها حقها من عنايته، فالملك هو ملك للجميع على امتداد الوطن، قبيلة قبيلة، وأسرة أسرة، وفرداً فرداً، فلا نجد مثل ذلك إلا هنا في المملكة، وفي ملوكها وبينهم سلمان العزم والحزم والأمل.
* *
هذه خواطر وانطباعات أوحت بها رحلة الملك إلى المنطقة الشرقية، واستدعتها للنشر هذه المشروعات العملاقة التي يدشنها، وحرّضني للبوح بها هذه المشاعر الصادقة التي استقبل بها المواطنون في مدن ومحافظات المنطقة الشرقية ملكهم، وتجاوبت معها -ولو عن بُعد- بقية مدن وقرى مناطق المملكة الأخرى، بما لا يمكن أن تمر هذه المشاهد الجميلة دون أن تعبر عنها، فهذه المشاهد تنمّ عن وفاء وخُلق وحُب عميق يربط بين القيادة والشعب.
* *
فالنجاح والتقدم والتطور الذي شهدته المملكة ما كان ليتحقق لولا هذا الأسلوب في تعامل القيادة مع المواطنين، والقرب منهم، واحترامهم، ووضعهم في الأماكن التي يستحقونها، ما حبب الشعب للقيادة، وجعله لصيقاً بها، مشاركاً في كل ما يعزز استقرار المملكة، ويحميها من غدر الغادرين، ويجنبها المؤامرات والتحديات، ويجعلها -كما هي- في مأمن مما نراه في دولة عربية أخرى قريبة منا.
* *
أجل: فأنت يا سلمان في قلب مواطنيك، بالحب والوفاء، وأنت في وجدانهم، اعتزازاً بما فعلته وتفعله ماضياً وحاضراً من أجل الوطن والمواطن، وأنت بين شعبك القائد الملهم لما كان وسيكون في صالح الشعب ومن أجل الوطن، حماك الله ووطنك وشعبك مما يحاول الأعداء أن يدبروه في ليل دامس للنيل من مكتسباتنا، كما فعلوا مع دول أخرى، لكن بلاد الحرمين ستظل عصيّة عليهم، يحميها الله، ومن بعده ملك وشعب عاهدوا الله على أن أطهر بقاع الأرض ستظل في أيدٍ أمينة، يحمونها ويذودون عنها مهما كلّف ذلك من ثمن.