عبدالله العجلان
لم أكن أبالغ أو أجامل الأمير عبد الله بن مساعد، حينما وصفته عبر مقال كتبته شهر فبراير الماضي بـ(رجل المرحلة)، فالأيام دارت والأحداث أثبتت منطقية وصفي وصحة رؤيتي، بعد النجاحات المتلاحقة التي حققها الأمير عبد الله سواء في الإصلاحات والتنظيمات الإدارية والهيكلية للهيئة، أو من خلال القرارات التاريخية المفصلية على صعيد الأندية والاتحادات الرياضية، وكان آخرها وأهمها وأكثرها تأثيراً على الرياضة السعودية موافقة مجلس الوزراء على تخصيص الأندية السعودية..
الغريب في ظل هذه النجاحات الملموسة أن نرى من تفرغ للنَّيل منه والتشكيك بعمله، والإصرار على محاربته والتقليل من أي منجز يتحقق في عهده، والأغرب أنها لا تستند على حقائق، وليست موجهة لأخطاء واضحة تبرر انتقاداتهم، كل ما نقرأه ونسمعه الهدف منه الإساءة إليه وتشويه صورته، وللأسف بلغة غير لائقة وقناعات مضحكة تفضح عقلياتهم وطريقة تفكيرهم وحقيقة تآمرهم ..
مثل هؤلاء هم من مزقوا ودمروا فيما مضى أنديتهم، ونشروا ثقافة الشك والريبة والإيذاء والحقد والكراهية في الوسط الرياضي، أما اليوم فمخططاتهم مكشوفة وأطروحاتهم بلا قيمة، ودورهم يقتصر فقط على العبث ومحاولة التشويش والتخريب، وهذه لن تحقق مبتغاهم بسبب نواياهم السيئة، ولأنهم يستهدفون رجل دولة يملك الفكر والإرادة حريص على الارتقاء برياضة بلده، عرف عنه أنه عملي أمين نزيه مخلص لمسؤولياته ، لذلك لن يلتفت إليهم وسيمضي في مسيرته التطويرية التي نال بموجبها ثقة القيادة، وقناعة وتأييد ومباركة مجلس الوزراء ومجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية..
لسمو رئيس الهيئة العامة للرياضة الأمير عبد الله بن مساعد أقول : تأكد أن العقلاء والمنصفين وكثير من الرياضيين يتابعون تحركاتكم بإعجاب واهتمام، ويرون فيكم الحلم والأمل بعد الله ثم دعم قيادتنا الحكيمة والمخلصين الأوفياء من أبناء الوطن، في انتشال رياضتنا واستعادة مجدها وهيبتها والانتقال بها إلى مصاف الدول المتقدمة فكراً وتخطيطاً وممارسة، نسأل الله أن يبارك لكم وفيكم ويمدكم بعونه وتوفيقه..
يكبرون وتصغر عقولهم!
من يتابع ما يكتب ويتردد في الكثير من المطبوعات والقنوات ووسائل التواصل المتعددة من رؤى وأفكار سطحية ومفردات هابطة، سيتبادر إلى ذهنه تساؤلات عدة: إلى متى يستمر هؤلاء بـ(قلة أدبهم)؟ متى تكبر عقولهم ويحترمون أنفسهم؟ ما الذي يبحثون عنه ويطمحون إليه؟ لماذا لا يضعون لأعمارهم وأسمائهم معنى وقيمة أمام أولادهم وأسرهم قبل غيرهم؟ ما فائدة أكاذيبهم وافترائهم ؟!
مؤلم جداً حين نرى من حولنا في الخليج وآسيا يتطورون في إعلامهم وثقافة تشجيعهم ورقي انتمائهم لأنديتهم ومنتخبات بلادهم، بينما تحول التنافس عندنا إلى ملاسنات غوغائية فجة مزعجة، والبطولات في حساباتهم ومفاهيمهم ليست في الملاعب والمنصات والمنجزات وإنما بمن يشتم ويذم ويتهم أكثر، ويؤلمني أكثر عندما يأتي التفاعل معها من أشخاص لهم تأثيرهم ومكانتهم في المجتمع، بعد أن سيطر تعصبهم على عقولهم وأعمى بصائرهم..
أتمنى من الجميع أن يتأملوا كيف كانت أجواء الإعلاميين والرياضيين والجماهير، بل والإماراتيين عموماً بكل فئاتهم وانتماءاتهم قبل وأثناء وبعد مباراتي الذهاب والإياب في نهائي أبطال آسيا، وكيف تحول الجميع إلى محبين ومشجعين ومتعاطفين مع ممثلهم وسفيرهم فريق العين، أو على الأقل لم يتبجح أحدهم ويعلن دعمه وتشجيعه لفريق تشونبوك الكوري، أو يتباهى باستهزائه وشماتته بفريق العين بعد خسارته البطولة، الموقف نفسه حدث مع فريق الأهلي الإماراتي في البطولة الآسيوية السابقة، وكذلك مع سائر الأندية والمنتخبات الإماراتية، كما نراه في قطر والكويت وعمان والبحرين وفي جميع الدول التي لديها ثقافة رياضية وروح تنافسية عالية وتحديداً في المناسبات والبطولات الخارجية ..
من الآخر
انضمام الخبير خالد المعمر لسباق الترشح لرئاسة اتحاد الكرة سيعطي أجواء الانتخابات وهجاً خاصاً وثراء تنافسياً مفيداً، نظراً لتميزه ونجاحه ورقي منافسته مع أحمد عيد في الانتخابات السابقة..
قرار محكمة (كاس) بإقامة مباراة منتخبنا أمام العراق في المملكة من القرارات والإنجازات المهمة التي تسجل لاتحاد الكرة، نتطلع إلى الاستفادة منه لزيادة حظوظنا في التأهل لمونديال روسيا بإذن الله ..
لست بحمد الله انتقائياً في ثنائي على أشخاص بعينهم طالما أنهم ضمن منظومة العمل أو الجهاز الواحد، لذلك لن أتحدث عن دور أمين عام اتحاد الكرة أحمد الخميس في كسب قرار (كاس)، لكنني في الوقت نفسه وقبل أيام من انقضاء مهمته في الأمانة مطالب كإعلامي ومهتم بالشأن الكروي بإنصاف الرجل وتثمين جهوده، ليس في هذا الملف بل في قضايا أخرى تفوق فيها، وأخرى تحمّل بسببها الكثير من الافتراءات وقابلها على الدوام بهدوء وصمت وحكمة ورجاحة عقل، وهي سمات تبدو نادرة في زمننا الضاج المتأزم..