الجبيل - عيسى الخاطر:
دشن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - في مدينة الجبيل الصناعية أمس ووضع حجر الأساس لعدد من المشروعات الصناعية والتنموية في الهيئة الملكية وأرامكو السعودية والقطاع الخاص.
ولدى وصول الملك المفدى مقر الحفل بمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الحضاري كان في استقباله - رعاه الله - صاحب السمو الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع، وصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن تركي بن عبدالعزيز المستشار في وزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية، ومعالي وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية المهندس خالد الفالح، وعدد من المسؤولين. ثم عزف السلام الملكي، ثم تشرف بالسلام على خادم الحرمين الشريفين رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين المهندس أمين الناصر، وعدد من المسؤولين بالهيئة الملكية، ورؤساء عدد من الشركات.
بعد ذلك تجول خادم الحرمين الشريفين في معرض مصور لشركتي صدارة وساتورب، واستمع ـ حفظه الله ـ إلى شرح عن أعمالهما ومنتجاتهما.
وبعد أن أخذ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود مكانه في المنصة الرئيسية بُدئ الحفل بآيات من الذكر الحكيم، ثم ألقى صاحب السمو الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع كلمةً، قال فيها: «يشرفني أن أرحب بكم يا خادم الحرمين الشريفين في مدينة الجبيل الصناعية معقل الصناعة والاقتصاد، كما يشرفني أن أرفع لمقامكم الكريم جزيل الشكر وعظيم الامتنان على ما تولونه من عناية كبيرة بالمواطنين، ومتابعة لكل ما من شأنه خدمتهم وتحقيق رفاهيتهم». وأشار سموه إلى ما أولته القيادة الحكيمة - أيدها الله - منذ أكثر من أربعين عامًا من ضرورة تنويع مصادر الدخل، حين اتخذت قرارًا تمثل فيما عرف بالمثلث الذهبي (تكليف أرامكو بتجميع الغاز ونقله إلى الجبيل وينبع وإنشاء الهيئة الملكية وتأسيس شركة سابك). ولأن الهيئة نموذج فريد وغير مسبوق فقد تمكنت من بناء مدينتين صناعيتين في كل من الجبيل وينبع، تضاهيان كبرى المدن الصناعية في العالم؛ فتم إنشاء صناعة بتروكيماوية ضخمة، أصبحت ذراعًا صناعية واقتصادية قوية لبلادنا. وأضاف سموه يقول: «امتدت ثقة القيادة بالهيئة الملكية لتشمل القطاع التعديني؛ إذ تشرفت بتكليفها في عام 1430هـ بإدارة وتشغيل مدينة رأس الخير التي ستدشنونها - أيدكم الله - لاحقًا, وبأمر سام منكم يا خادم الحرمين الشريفين تم تكليفها بإدارة وتشغيل مدينة جازان الاقتصادية». وأبان سموه أن سعي الهيئة بالتكامل مع شركائها يأتي في إطار حرصها على التميز ومواكبة المرحلة إلى التحول مما يعرف بالميز النسبية المعتمدة على العوامل الإنتاجية المتوافرة من التسهيلات والإمكانات ومواد الخام إلى الميز التنافسية التي تعتمد على المهارة والابتكار والتقنية الحديثة؛ ما مكّن من توفير بيئة استثمارية جاذبة، دفعت بالقطاع الخاص نحو المشاركة بفعالية؛ لينجح في توطين صناعات بتروكيماوية وتعدينية وتحويلية، ويؤكد ذلك نجاح شركة (سابك) في احتلال المرتبة الرابعة عالميًّا في صناعة البتروكيماويات، بعد تمكنها من توطين صناعات ضخمة، وجلب أحدث التقنيات العالمية إلى أرض المملكة، وتأهيلها كوادر سعودية، طبقت التقنيات وطورتها, فضلاً عن امتلاكها منظومة تقنية، تنتشر داخل المملكة وخارجها، ووجود مصانعها ومكاتبها في خمسين دولة, وتسويق منتجاتها في مائة دولة.
وأردف سمو الأمير سعود بن عبدالله قائلاً: خادم الحرمين الشريفين - أيدكم الله - لقد عايشتم هذه الإنجازات عن قرب، وها أنتم تواصلون المسيرة بتفضلكم اليوم بوضع حجر الأساس وتدشين جملة من المشاريع بأرقام غير مسبوقة؛ إذ تفوق استثماراتها (216) مليار ريال لكل من الهيئة الملكية وشركات أرامكو وسابك وشركائهما من عمالقة الصناعة العالمية, ومرافق وشركات القطاع الخاص الأخرى. وزاد سموه: إنكم اليوم تأذنون - حفظكم الله - ببدء فصل تاريخي جديد من فصول صناعة التنمية بتفضلكم بوضع حجر الأساس للمركز الاقتصادي للجبيل الصناعية، الذي سيصبح مركزًا إقليميًّا للجزء الشمالي من المنطقة الشرقية. وكل ذلك يؤكد متانة اقتصادنا الوطني وقدرته على تجاوز التحديات بحول الله تعالى، ولاسيما يا خادم الحرمين الشريفين أن أبناءكم في هذا الوطن المعطاء يقدمون التضحية والعطاء؛ فيد تحمي هناك، ويد تبني هنا. فتحية لجنودنا البواسل ورجال أمننا المخلصين الذين يذودون عن حياض الوطن، ويحمون مقدساته وأهله ومكتسباته.. سائلاً الله تعالى أن يحفظكم للوطن والمواطنين، وأن يؤيدكم بتمكينه ونصره، ويديم على بلادنا الأمن والأمان والعزة والسؤدد.
عقب ذلك شاهد الملك المفدى عرضًا مرئيًّا لمشروعات الهيئة الملكية للجبيل وينبع وشركة سابك.
بعد ذلك ألقى رئيس شركة إكسون موبيل كيميكال نيل تشابمان كلمةً، قال فيها: إن تدشين هذه الإنجازات المهمة في مدينة الجبيل الصناعية شرف لنا جميعًا. وتفخر شركة إكسون موبيل بأن تكون جزءًا من هذه المناسبة المهمة. وأضاف: نحن في إكسون موبيل فخورون بأن نكون شريك أعمال موثوقًا به في المملكة العربية السعودية لأكثر من 85 عامًا، وأحد أكبر المستثمرين الأجانب في المملكة.. قائلاً: لقد مثلت علاقاتنا التي امتدت عقودًا طويلة مع شركتي أرامكو السعودية وسابك ومع الهيئة الملكية للجبيل وينبع حجر الأساس لنجاحنا هنا في المملكة؛ إذ حققت مشاريعنا المشتركة المتمثلة في شركات كيميا وسامرف وينبت نتائج باهرة في توفير فرص للتدريب والتطوير على مستوى عالمي، وفرص وظيفية مجزية للآلاف من الشباب السعودي. وبيّن تشابمان أنه قبل نحو 10 سنوات تواصلت معنا وزارة البترول؛ لتعرفنا برؤيتها المتعلقة بإيجاد صناعة للمطاط الصناعي في المملكة بهدف تعزيز التنوع الاقتصادي، وإيجاد فرص العمل. وهنا قبلت إكسون موبيل هذا التحدي بسعادة، وعملت تحت قيادة وزارة الطاقة وشركة سابك والهيئة الملكية للجبيل وينبع لتحويل هذه الرؤية إلى حقيقة واقعة. وأبان أنه من دواعي سروري الكبير أن أهنئ المملكة وشركاءنا على إنهاء شركة كيميا مشروع المطاط السعودي بنجاح وأمان. وسينتج هذا المشروع الذي بلغت تكلفته الاستثمارية 13 مليار ريال منتجات متخصصة من المطاط؛ الأمر الذي يعزز تنويع الاقتصاد في المملكة بما يواكب رؤية المملكة 2030، بينما يستفيد من ريادة إكسون موبيل العالمية في تقنيات المطاط. مشيرًا إلى أنه انطلاقًا من نجاح شراكاتنا في المملكة العربية السعودية تعمل إكسون موبيل مع شركائها السعوديين خارج المملكة من خلال مشروع مشترك مع شركة أرامكو السعودية في الصين ومشروع مشترك تحت الدراسة بمليارات الدولارات مع سابك في الولايات المتحدة. وبيّن أنه استمرارًا لتاريخ المملكة الطويل في إيجاد بيئة استثمارية مستقرة وجذابة، تمثل رؤية 2030 شاهدًا حقيقيًّا لحكمة قيادة هذه البلاد الرشيدة، وتتشرف إكسون موبيل أن تكون جزءًا من تحقيق رؤية جلالتكم للمملكة العربية السعودية وشعبها، ونحن نتطلع إلى نجاح استثماراتنا الحالية في المملكة، وإلى فرص أعمال مستقبلية مع شركائنا السعوديين في المملكة وخارجها على حد سواء.
كما شاهد - أيده الله - عرضًا مرئيًّا عن مشروع شركة ساتورب التي تُعد إحدى أكبر المصافي وأكثرها تطورًا على مستوى العالم.
إثر ذلك ألقى الرئيس التنفيذي لشركة توتال باتريك بويان كلمةً، أشار خلالها إلى أن هذا المجمع العالمي يأتي تكليلاً لمسيرة طويلة من العلاقة المميزة والتعاون المثمر مع المملكة في الكثير من المجالات، مبينًا أن توتال بدأت أعمالها في المملكة العربية السعودية في عام 1974، أي منذ أكثر من 40 سنة، حققت خلالها مع شركائها الكثير من النجاحات التي عادت بالنفع على الطرفين. وأبان أن المشروع المشترك مع أرامكو السعودية في الجبيل (مجمع ساتورب) يشمل مصفاة ومرفق بتروكيميائيات، تبلغ قيمة استثماراتهما 13 بليون دولار، ويتم تشغيلهما وفقًا لأعلى معايير الأمان، ويعمل فيهما 1200 موظف. مشيرًا إلى بدء مرحلة التشغيل الكامل للمجمع، الذي لا تقتصر فوائده على الجوانب الاقتصادية فقط، بل يمتد ليشمل الأثر الاجتماعي، والمساهمة في توطين التقنيات الحديثة في المملكة. وأعرب عن شكره لكل من أسهم في نجاح أعمال بناء هذا المجمع الصناعي وتشغيله الاختباري وصولاً إلى التشغيل الكامل بهذه الدرجة العالية من الموثوقية، ومؤكدًا أن توتال لديها الرغبة الأكيدة في مواصلة العمل الجاد، والاستعداد للمستقبل الواعد مع المملكة من خلال المشاركة في تحقيق رؤية المملكة 2030. وبيّن أن الشركة تعزم افتتاح مرحلة ثانية من مراحل تطوير هذا الموقع لشركة ساتورب، خاصة في قطاع الصناعات البتروكيميائية، واستطلاع فرص التعاون في مشاريع مشتركة، تحقق الاستفادة من أوجه التكامل مع المصانع المجاورة، كما تعتزم التعاون مع أرامكو السعودية في تطوير العديد من الشراكات في قطاع التسويق، والبيع بالتجزئة، وزيوت التشحيم، وذلك داخل المملكة وخارجها. وقال: إن التحدي في مجال صناعتنا يتمثل في توفير طاقة نظيفة، تتسم بالموثوقية واعتدال الأسعار للعالم، مشيرًا إلى أن الشركة تعمل على مواجهة هذا التحدي عن طريق توسعة مجموعة أعمالنا بالدخول في مجال مصادر الطاقة المتجددة، ولاسيما الطاقة الشمسية؛ إذ إن النفط والغاز سيظلان محور أعمال توريد الطاقة العائدة لتوتال لفترة طويلة من الزمان. ولفت إلى سعي الشركة لاستكشاف الفرص الجديدة للاستثمار في جميع المجالات ذات الصلة بالطاقة في إطار شراكة فاعلة مع المملكة، تتيح البناء والمساهمة من خلال المشروعات، وما يبديه الشباب السعوديون من حماس ومهارة في تحقيق رؤية المملكة 2030.
ثم شاهد خادم الحرمين الشريفين عرضًا مرئيًّا عن مشروع شركة صدارة الذي يعد مشروعًا مشتركًا بين أرامكو السعودية وشركة داو للكيماويات.
عقب ذلك ألقى رئيس شركة داو كيميكال وكبير إدارييها التنفيذيين أندرو ليفريز كلمة مماثلة، قال فيها: «كنا نحلم بهذا اليوم، ونعمل على تحقيقه منذ نحو عقد من الزمان، وها هي رؤيتنا المشتركة تخرج إلى حيز الوجود بعد عشرات الملايين من ساعات العمل الجاد، وبعد سنوات من التخطيط الدقيق والجهود، بالتعاون مع الشخصيات القيادية في قطاعات الأعمال والحكومة والمجتمع المدني». وأفاد بأنه أكبر مرفق من نوعه يتم بناؤه في مرحلة واحدة، وتشكل (صدارة) مشروعًا مشتركًا غير مسبوق من حيث حجمه ونطاق عملياته، كما أنه صرح كبير ونموذج فريد للابتكار والهندسة، أُقيم بأيدي مواطنين سعوديين؛ ليسهم في تحقيق رؤية المملكة 2030، مشيرًا إلى مشاركة أكثر من 1000 سعودي شاب في مهام عمل تدريبية على الصعيد العالمي في المواقع العائدة لشركة داو. وأوضح أن وحدات التصنيع الـ 26 التابعة لـ(صدارة) ستكون لها مجتمعة طاقة إنتاج تزيد على 3 ملايين طن من اللدائن عالية القيمة والأداء والمنتجات الكيميائية المتخصصة سنويًّا. مشيرًا إلى أنه في نهاية الشهر المقبل صدّر بالفعل أكثر من 14 ألف حاوية إلى 10 مراكز حول العالم، ومع تنامي حجم إنتاجنا سيواصل هذا المرفق اجتذاب التقنيات والخبرات والاستثمارات؛ إذ يسهم في إيجاد سلاسل قيمة متنوعة، بدأت بالفعل من خلال الشركات العديدة التي وقّعت عقود استثمارات في مجالات الصناعات اللاحقة؛ ليساعد في إرساء بيئة تصنيعية مزدهرة، بما يتيح للمملكة العربية السعودية تحقيق أفضل عوائد من موارد الطبيعة والصناعية، وتحويلها إلى حلول، يستفيد منها العالم أجمع.
بعد ذلك شاهد الملك المفدى عرضًا مرئيًّا عن مجمع بلاس كيم للصناعات الكيميائية التحويلية. وقال معالي وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية المهندس خالد الفالح: إن من دواعي فخري واعتزازي أن أقف متحدثًا بين يديكم يا خادم الحرمين الشريفين في مدينة الجبيل الصناعية حيث تواصلون - حفظكم الله - مسيرة البناء والنماء بإطلاق مجموعة من المشروعات الصناعية والتنموية العملاقة؛ فلكم من أبنائكم هنا، بل من مواطني المملكة كافة، جزيل الشكر وعظيم الامتنان. وأضاف قائلاً: يا خادم الحرمين الشريفين، قبل ما يزيد على 80 عامًا انطلقت مسيرة بلادنا التنموية الاقتصادية المباركة مرتكزة على قطاع النفط، الذي شهد تطورًا مذهلاً، تم استثماره بحكمة لتحقيق تنمية وطنية شاملة، حتى غدت المملكة - بفضل الله - في مصاف أكبر 20 اقتصادًا عالميًّا. أما اليوم فبلادنا العزيزة في ظل قيادتكم الحكيمة تستشرف ملامح الغد الواعد في إطار رؤية 2030 الوطنية الطموحة التي تؤسس لمرحلة جديدة من النمو والازدهار، أهمها الثروة البشرية، والاستفادة من جميع مراحل سلسلة القيمة في كل استثماراتنا، بما يجعل اقتصاد الوطن أكثر تنوعًا، وأشد صلابة، وأعلى نموًّا وأكثر قدرة على تلبية الاحتياجات الوطنية ومواجهة التقلبات الاقتصادية العالمية. وأبان الفالح أن هذه المشروعات الصناعية هي الأكبر والأكثر تقدمًا من نوعها على مستوى العالم، كما أن المزيج الفريد من منتجاتها المتخصصة يتم تصنيعه لأول مرة في الشرق الأوسط. وقد تحقق كل هذا بتوفيق الله - جل وعلا - ثم بفضل شراكات ناجحة مع شركات عالمية، مثل داو كيميكال واكسون موبيل الأمريكيتين، وتوتال الفرنسية، التي استثمر كل منها عشرات المليارات، وشاركت بأثمن وأحدث التقنيات لثقتها التامة بحكومتنا الرشيدة واقتصادنا وبيئتنا الاستثمارية. وبيّن معاليه أن هذه المشروعات الصناعية بسبب حجمها وتقدمها التقني ومنتجاتها المتميزة تتيح فرصًا غير مسبوقة لتعزيز وتكامل قدراتنا في مجال الصناعة بشكل شامل. وفي إطار هذه التعزيز والتكامل يأتي الدور الفريد لمشروع «بلاس كيم»، وهو مجمع عالمي المستوى للصناعات الكيميائية والتحويلية، ويتوقع أن يستقطب استثمارات نوعية، تقدر بنحو 20 مليار ريال سعودي، كما يولد نحو 20 ألف وظيفة.. وما يميزه هو توفير منصة صناعية مميزة للمملكة, تتكامل فيها الخدمات الصناعات التحويلية مع الصناعات الأساس, وتجد فيها الصناات التحويلية الخدمات التي تحتاج إليها في جميع مراحل التصنيع وسلسلة القيمة. وأشار إلى أن مشروعات هذا المجمع تقوم بتحويل المواد الأولية والمنتجات الوسيطة واللقيم, التي توفرها شركات سابك وساتورب وصدارة والصناعات البتروكيميائية الأساس الأخرى في الجبيل الصناعية، إلى منتجات نهائية ذات قيمة مضافة عالية؛ إذ إن هذا التكامل النوعي بين الصناعات الأساس والصناعات التحويلية، مع العمل الجاد لإزالة أي عوائق أمام الاستثمار أو النفاذ إلى الأسواق, سوف يزيد - بإذن الله - من القوة التنافسية للصناعات الوطنية؛ وبالتالي الاقتصاد الوطني, بما يسهم في تحويل المملكة من بلد مستورد ومستهلك للكثير من المواد الاستهلاكية إلى بلد منتج ومصدر لها لأنحاء العالم كافة؛ إذ ستشمل هذه المجالات صناعات عدة، منها صناعات البناء وصناعة السيارات ومكوناتها والصناعات الطبية والدوائية وصناعة الإلكترونيات والمنسوجات والأجهزة المنزلية والعديد من المنتجات التي تدخل في الاستخدامات اليومية. وأضاف: سيؤدي هذا التكامل الناجم عن هذا المشروع وغيره من المشروعات المماثلة إلى حراك معرفي واقتصادي وتنموي فريد، يتمثل في تحفيز البحث العلمي والابتكار, وتنويع الصناعة, وتنمية المنشآت الصغيرة والمتوسطة.. وسيؤدي هذا كله إلى سد فجوة اقتصادية قائمة في القطاع الصناعي, تتمثل في عدم جنينا العائدات الكبرى المتاحة من القيمة المضافة الناتجة من تصنيع السلع والمنتجات التي تقدمها الصناعات التحويلية، وكذلك حرماننا من آلاف الوظائف النوعية التي يمكن أن تتاح لأبناء هذا الوطن من خلال الاستثمار في هذه الصناعات. واختتم معالي وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية كلمته قائلاً: باختصار شديد يا خادم الحرمين الشريفين، كما استفدنا قبل 40 عامًا ونيف من الغاز الطبيعي، فحوّلناه إلى منتجات بتروكيميائية أساسية عالمية الجودة، غزونا بها أسواق العالم، ها نحن اليوم في ظل قيادتكم الحكيمة نخطو خطوة جبارة أخرى، نعزز بها قدراتنا على إنتاج المواد البتروكيميائية المتميزة، ونحوّل فيها هذه المواد إلى منتجات استهلاكية، تدعم قوة اقتصادنا ورفاهية مواطنينا. واليوم، واستكمالاً لسلسة التنمية، وتعزيزًا للدعم والمساندة التي تحتاج إليها، تتفضلون يا خادم الحرمين الشريفين - أيدكم الله - بوضع حجر الأساس للمركز الاقتصادي في مدينة الجبيل الصناعية اليوم، الذي صمم لاستيعاب النشاطات التجارية ولخدمية التي سوف تنشأ نتيجة إطلاق هذه المشروعات الصناعية العملاقة، وتكون نواة لحراك اقتصادي وتنموي متنوع ومميز.
إثر ذلك تفضل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - بتدشين مشروعات الهيئة الملكية للجبيل وينبع وشركة أرامكو وشركة سابك والقطاع الخاص، التي يبلغ عددها 242 مشروعًا، وتبلغ تكلفتها الإجمالية أكثر من 216 مليار ريال؛ إذ سلم الملك المفدى مجسم تدشين المشروعات لطفل وطفلة، وبدورهما وضعاها في منصة التدشين.
عقب ذلك تفضل خادم الحرمين الشريفين - أيده الله - بوضع حجر الأساس للمركز الاقتصادي بالجبيل الصناعية.
وفي ختام الحفل عُزف السلام الملكي، ثم غادر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود مقر الحفل مودَّعًا بالحفاوة والترحاب.
حضر حفل تدشين المشروعات صاحب السمو الأمير خالد بن فهد بن خالد، وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير منصور بن سعود بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير طلال بن سعود بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، وصاحب السمو الملكي الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبدالعزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء مستشار خادم الحرمين الشريفين، وصاحب السمو الأمير فهد بن عبدالله بن مساعد، وصاحب السمو الأمير تركي بن عبدالله بن محمد مستشار خادم الحرمين الشريفين، وصاحب السمو الملكي الأمير سطام بن سعود بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير الدكتور حسام بن سعود بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير الدكتور عبدالعزيز بن سطام بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن سلطان بن عبدالعزيز المستشار في الديوان الملكي، وصاحب السمو الملكي الأمير منصور بن مقرن بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، وصاحب السمو الأمير تركي بن فيصل بن ثنيان، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز المستشار في الديوان الملكي، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير تركي بن فيصل بن عبدالمجيد بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الأمير عبدالله بن سعود بن ثنيان، وصاحب السمو الملكي الأمير راكان بن سلمان بن عبدالعزيز.