فهد بن جليد
تغيير تواريخ المنتجات مثل (الحليب، الفول، الحمص..) وصولاً لشكولاتة الأطفال بأنواعها، بالطريقة التي كشفت عنها وزارة التجارة والاستثمار والحملة الأمنية مؤخرًا يتجاوز مفهوم الغش التجاري، وبرأيي أنه قد يرقى إلى مُماثلة جريمة (قتل متعمدة) لشخص غير معروف في المجتمع، نتيجة سبق الإصرار والترصد بتعديل تواريخ صلاحية مُنتجات غذائية قد تتسبب في تسمم غذائي يؤدي لوفاة مُحتملة (لأطفال أو مسنين)!.
المسألة تتجاوز التحايل، والغش في السعر أو نحوه، أو حتى تصريف بضاعة تاريخها ما زال صالحًا، إلى طمس التاريخ السابق المنتهي (بمواد تنر)، ثم إعادة إدخال هذه المعلبات والحلويات، في خط سير إنتاج آلي، لطباعة التواريخ الجديدة بالكمبيوتر - بذات الطريقة - التي تتم فيها عند المصدر، هذه الحرفية والتطور في الغش والتزوير تدل دلالة أكيدة على قدم نشاط هؤلاء دون أن ينكشف أمرهم، واستعانتهم بمصادر وأيدٍ خفية (يجب البحث عنها)؟ تساعدهم في جمع المواد الغذائية، وتقوم بإعادة توزيعها مرة أخرى على البقالات والمحلات التجارية الأخرى؟!.
ثمة أسئلة حائرة تحتاج إلى إجابة؟ فمن يقف خلف هؤلاء المجرمين؟ وكيف تملكوا مستودعًا و(آلة طباعة) التواريخ بالليزر، المرتبطة بسير إنتاج، وكمبيوتر تغذية معلومات؟ من أين تأتيهم البضائع المنتهية (المصادر)؟ كيف يصرفون البضاعة الجديدة؟ وهل تاجر التصريف يعلم بأنها بضاعة مضروبة؟ ويقوم بتوزيعها في السوق؟!.
بلاغ مواطن هو من قاد لضبط المستودع، مما يؤكد دور المواطن في القضاء على هذه الجرائم، وهنا أشكر وزارة التجارة والاستثمار على إعلانها منح المواطن ما قيمته 25 في المائة من الغرامة التي ستفرض على المستودع وفق الأنظمة، وإن كنت أمل أن يُحال هؤلاء إلى الشرع والمحكمة لأنهم يستحقون أكثر من مجرد فرض غرامة، فما قاموا به أشبه (بالشروع في جريمة قتل) حتى يكونوا عبرة لغيرهم؟!.
السؤال الأخير كيف أضمن أنا كاتب هذه السطور، وأنت قارئها، بأننا لم نشتر منتجات خرجت من ماكينة تزوير التواريخ هذه أو غيرها؟ مما لم يتم اكتشافها بعد؟!.
الشراء من المراكز والمولات الكبيرة هل يحمي من التعرض لمثل هذا المخاطر أم هي الأخرى مخترقة؟ ثمة رابط - يجب البحث عنه - بين بعض أصحاب البقالات الصغيرة من العمالة الوافدة، وبين أبناء جلدتهم من المسوقين، لتصرِّيف مثل هذه المنتجات على طريقة (بطن سعودي ميه ميه ما فيه مشكل) ما يبغى أكل (ودي زباله)، أكرمكم الله!.
وعلى دروب الخير نلتقي.