«الجزيرة» - ولاء باجسير:
في لقاء خاص بجريدة «الجزيرة» مع عالِم من عُلماء العراق ومفتي ديار العراق الشيخ «رافع الرافعي»عن تفاصيل حرب»الموصل» الداخلية التي وصف فيها «داعش» والميليشيات بالزمرة الظالمة التي دمرت أهل السنة والجماعة الذين هم ضحية مؤامرة كبيرة وقال: هؤلاء جزء لا يتجزأ من المخطط الإيراني وداعش هى امتداد للقاعدة التي مقرها إيران ويقيناً بأن البغدادي تابع لهم وأكبر دليل خِطاباته التهديدية للدول والتي لا يتطرق فيها بكلمة واحدة عن إيران وكذلك أكبر دليل أن قياداتهم وعوائل قياداتهم في إيران أو كما جاء في الحوار:
* نريد التفاصيل الداخلية حول حرب «الموصل».. ودور «الحشد الشعبي» وجرائمهم بحق السنة بذريعة «داعش»؟
- إذا أردنا أن نعلم حقيقة معركة «الموصل» علينا الرجوع إلى الخلف وكيفية هروب القوات العراقية التي كانت بقيادة «نوري المالكي» بذلك الوقت في عام 2014م وهو الذي كان مسؤولاً عن القوات العراقية، وحينها كان عدد أفراد قواته العسكرية ما يقارب 60 ألف مقاتل، ثم انسحبوا بأوامر من «نوري المالكي» أمام عناصر ومئات قليلة من أفراد «داعش» وحين دخولهم للموصل استغلوا ثورة الناس ضد ظلم المالكي وما أذاقهم من الذل والإهانة، وذلك بسبب تطرفه الطائفي المقيت تجاه الرجال والنساء على حد سواء، فخرج الناس ضده بالتزامن مع دخول «داعش» أثناء هذه الثورة العارمة التي زعزعت كيان المالكي وكانت الثورة تعُم كل المناطق السُنية، وحين أعطى الأمر للقوات العسكرية للخروج من الموصل اتجهوا نحو تركستان بعدها دخلت فئة من أفراد الدواعش يقارب عددهم ما بين 300 إلى 700 مع العلم قوة القوات العراقية تستطيع أن تحرر دولا ولا تعجز بأن تقف أمام مجرد مئات من المقاتلين الأجانب الدواعش الذين دخلوا إلى الأراضي العراقية، لكن فرار وانسحاب «المالكي» مُمنهج ومعلوم وكذلك «داعش» دخلت بتخطيط مدروس وهم يعملون على نفس المشروع، والهدف من ذلك هو تدمير الموصل وتدمير المناطق السُنية، وبهكذا دخل العشرات إلى تكريت من محافظة صلاح الدين إلى الأنبار، والغاية من ذلك لإعادة الكَرَة ثانيةً على يد «حيدر العبادي» تحت مُسمى تحرير الموصل والأنبار والفلوجة، والنتائج الآن التي جنوها من هذا التحرير ليس سوى ( مدينة مهدمة و80% لا توجد بها بُنية تحتية ولا مستشفيات ولا كهرباء ولا ماء ولا طرق ولا يوجد بها أي خدمة) وحينما جاء الناس إليها وجدوا الدمار الكبير، ومن بعد حروب «الدواعش» دخل «الحشد الشعبي» ثم حرقوا ما تبقى من البيوت والممتلكات ثم تغلغلوا في المدن وأفرغوها، وأما المباني العملاقة الضخمة فهي تابعة لإيران.
* هل ترى في حُكم رئيس الوزراء «حيدر العبادي» روحاً خالية من الطائفية بعيدة عن سياسة المالكي وطائفيته؟
- إن حيدر العبادي رئيس الوزراء الحالي هو خريج مدرسة طائفية بامتياز عال، وهذه المدرسة هى حزب الدعوة والذي يُسمى على ألسنة العراقيين الأحرار «حزب الدعوة العنيف» الذي نشأ وترعرع على الطائفية والمغذي الأول له إيران وهى التي إحتضنته وساعدته على الوقوف على رجليه وتسليم زمام القيادة للأحزاب الدينية الشيعية في العراق ومن ثم أعضاؤه استلموا منصب رئيس الوزراء بالتساوي من إبراهيم الجعفري إلى نوري المالكي إلى حيدر العبادي وهؤلاء الثلاثة متخرجون من نفس المدرسة ولكن «العبادي» لا يختلف في فكره أو تصرفه شيئاً عن «نوري المالكي» فقط قد يكون هنالك هدوء في التصرف بعكس «المالكي» صاحب التصاريح النارية الطائفية الواضحة، وقد أظهر الله على فلتات لسانه كثيرا من التصاريح الطائفية التي أظهرت صورته البشعة الحقيقية فهو مجرم حرب وهو الذي أعلنها حرباً طائفية.
وأما «العبادي» فهو يتخفى وراء تصريحاته الوطنية التي يدعيها فهو يلعب في السياسة ويتحدث بخلاف ما يفعل، وإذا أردنا أن نقارن بين المالكي والعبادي فنرى أن هؤلاء من جهة واحدة وممثلون لمذهب واحد ومنهج واحد، وبرنامج العبادي السياسي حين عرضه على مجلس النواب ليتولى منصب رئاسة الوزراء هو ذاته عين البرنامج الذي قدمه المالكي ولكن في عبارات مختلفة وبجميع فقراته لا فرق فيه فهذا البرنامج السياسي واحد، وولائيتهم المطلقة لإيران وسياسة الولي الفقيه ولملالي إيران.
* هل من الممكن عودة العراق إلى المحيط العربي؟
- الدول العربية حينما تريد أن تضم العراق إلى حضنه العربي وهو الطبيعي فسترى أنها تتعامل مع حكومة طائفية تابعة لإيران التي تريد بالأساس أن تمزق الأمة العربية فهذا لا يمكن، فرجوع العراق هذا أمر مستحيل طالما التعامل مع هذه الحكومة الطائفية، وفي حال إذا أرادت الدول العربية استرجاع العراق عليها أن تتعامل مع القوة الوطنية الحقيقية التي تستحق أن تقود هذا البلد وأن تقوي شوكتها وأن توازرها، بينما مخالب إيران تسيطر على كل محافظات العراق حتى ولو كان الوزير سُنياً ويدعي أنه ضد إيران وأنه سُني ولكن المهيمن عليه الطرف الإيراني وكذلك مجلس النواب إيراني وفي كل الاتجاهات، والآن أقر البرلمان قانون «الحشد الشعبي» وأصبح لها صفة قانونية لتكون قوة نظامية تابعة للدولة ولها تخطيطات وفي نظر القانون العراقي كل الجرائم التي ارتكبها الحشد لا قيمة لها، وحضور هذا القانون يمثل الحرس الثوري الإيراني وصورة «حزب الله» في لبنان، وأمريكا لم تجد حكومة أفضل من إيران لتفكيك وحدة المسلمين.