فهد بن جليد
أعرف أكثر من شخص مستعدين لدفع (أي مبالغ مالية) مُقابل التخلص من صور أو مقاطع، انتشرت لهم عبر وسائط التواصل الاجتماعي ربما في (لحظة غباء)، ولأن التقنية لا ترحم فليس هناك (رابط واحد) أو صيغة حفظ (موَّحدة) تُمكن مسح هذا المحتوى من أجهزة الآخرين, لذا تجدهم يحاولون تناسي الأمر على طريقة .. لا أخجل من الماضي فهو من صنع الحاضر الذي أعيشه!.
يُمكن تشبيه بعض المراهقين الذين يعبثون عبر وسائل التواصل الاجتماعي اليوم -ممن يبحثون عن الشهرة ولفت الانتباه- بالفنانة التي تقبلُ بأدوار (الإغراء) في بداية مشوارها الفني طمعاً بالشهرة، فمهما حققت من نجاحات لاحقة في حياتها الفنية، ستبقى حبيسة (ماضيها الأسود) ولا يمكن محو تلك الصورة بسهولة، وفي حال خرجت من الوسط الفني بخفي حُنين، فستبقى تلك المَشاهد (علامة سوداء) في حياتها!
أرجو ألا أكون قاسياً في التشبيه، ولكنها (الحقيقة المُرّة) التي يجب أن ينتبه لها كل من يخرج علينا عبر وسائط التواصل الاجتماعي (سناب شات، تويتر، فيسبوك, انستقرام .. وغيرها) بمظهر لا يقبل رؤيته غداً، علينا أن نكون صادقين وصرحاء، فنحن وصلنا مرحلة خطرة من العبث، وانعدام الحياء والخجل، مع عدم الاكتراث لأبعاد مثل هذه التصرفات غير المسؤولة!
بعض المراهقين والمراهقات عبر وسائط التواصل الاجتماعي لا ينظرون لغدهم كـ(آباء وأمهات)، وكيف سيواجهون المستقبل؟!
تخيل أنه بعد حوالي ثلاثة عقود على انطلاق الانترنت والمواقع الإلكترونية تمَكَّن العلماء من إيجاد (حل جزئي) للتخلص من معلوماتك المُخزنة في مواقع أخرى، من خلال كبسة زر واحدة، وفرها موقع (سويدي) يُساعدك على مسح كل معلوماتك المكتوبة على الإنترنت، والتخلص من بياناتك الشخصية التي سجلتها سابقاً وما زالت بعض المواقع الأخرى تحتفظ بها، مما يُبدد مخاوفك من استغلالها بشكل خاطئ, شريطة أن تتضمن تلك المعلومات (بريدك الإلكتروني)!
مما يعني استحالة أو صعوبة الوصول لتقنية قادرة على مسح (ماضٍ أسود) يُصنع اليوم (بكبسة زر) مُماثلة، تركها أفضل.
وعلى دروب الخير نلتقي.