(من أنا أمام النظام؟).. عندما أصبح مديراً تنفيذيا لشركة مُنفذة؟، ومن أنا عندما أكون صاحب قرار؟, ومن أنا حينما أكون أمام طاولة القاضي؟، هل سيأخذ النظام حقه مني أم أقتنص فرصة الهروب من النص إلى النص؟
حينما يكون «أنا» مواطناً من أسرة نواة هذا المجتمع السعودي واجباً عليه الالتزام بحرمة النظام وتشريعه سواء كانت عاكسة له أو عليه حينما يُشرع على المجتمع بموضوعاته وبنوده كما في نص المادة التاسعة من النظام الأساسي للحكم «الأسرة هي: نواة المجتمع السعودي ويربي أفرادها على أساس العقيدة الإسلامية، وما تقتضيه من الولاء والطاعة لله ولرسوله ولأولي الأمر، واحترام النظام وتنفيذه، وحب الوطن، والاعتزاز به وبتاريخه المجيد». جمعت هذه المادة أكثر من قاعدة مرتبطة ببعضها وركزت على الأسرة التي منها «أنا» و»أنت» وحصرت الأسرة بهذا المجتمع السعودي، وبدأت بترتيب أولوياته ومهامه فجاءت بالأساس وهي العقيدة في التربية ثم بدأت بطاعة الله ورسوله وولاة الأمر وقدمت احترام النظام وتنفيذه على حب الوطن، لأن تقديم الشيء على الشيء لا يصلح الأخير إلا بإصلاح الأول فإذا صلح احترام النظام وتنفيذه، صلح بديهياً حب الوطن والاعتزاز به وبتاريخه. وأعجب وما لعجبي دليل، حينما أجد مواطناً من نواة المجتمع السعودي يستخدم سلطته لمصالح خاصة من فساد إداري ومالي، وليس هذا «أنا» الذي هو المواطن فقد خان الأمانة وخالف صريح النص. ولا يُحترم النظام إلا بتطبيقه، ليس بتأييده أو بالترحيب به، فلم يصدر ليتلقى رسائل الإعجاب وإنما صدر للحد من الجرائم وصد العظائم بالعظائم.
- قانوني