«الجزيرة» - سلطان الحارثي:
يتجهز فريقا الهلال والشباب للنزال المرتقب ما بين الفريقين الكبيرين، وكل فريق منهما يطمح للتغلب على الآخر، والفوز بنقاط المباراة، فالهلال بعد أن تمسك بالصدارة لا يريد مغادرة هذا المكان العالي، وتغلبه على فريق الشباب يعني بأنه أقصى أحد الفرق الكبيرة، وكسب نقاطا ثمينة، أما فريق الشباب فهو يريد العودة من بوابة الهلال، ويريد الانتقام منه بعد أن خسر أمامه وخرج من كأس ولي العهد، ولكن الشباب يعاني من بعض الأمور الفنية التي جعلته يتعادل في آخر جولتين من الدوري وأمام فرق كان بإمكان الشباب تجاوزها بسهولة لو كان في مستواه الفني المعروف عنه، حيث خسر الشباب بالتعادل مع الوحدة أولاً ومن ثم مع الرائد في مباراة كانت تنافسية ما بين الفريقين.
الشباب فنياً وبناء على مبارياته السابقة ليس بذلك الفريق المرعب، ولكنه على المستوى النفسي والروح المعنوية للاعبين يتقد حماساً وقوة، وهذه الحماسة والقوة أخذوها من مدرب فريقهم الأسطورة سامي الجابر.
وعلى الطرف الآخر، يقف الهلال منتشياً بعد فوزه على منافسه الأهلي وتصدره للدوري بفارق نقطتين عن أقرب منافسيه، ومتى لعب الهلال بنفس الروح والأداء التي لعب بها أمام الأهلي فإن الفوز سيكون حليفه، فالهلال أمام الأهلي كان قوة ضاربة على المستوى الفني وعلى المستوى المعنوي، وعلى مستوى الروح، ولكن جمهوره يتخوف من أن يتراجع للخلف بسبب فوزهم العابر على الأهلي، وإن كانوا كذلك، فإن فوزهم على الأهلي لن يكون له قيمة خاصة متى تنازلوا عن صدارتهم..!
مباراة اليوم هي قمة أخرى من قمم الدوري السعودي، وقمة تنافسية ما بين قطبي الرياض، والأمل أن نشاهد كمتابعين مباراة فنية نستمتع من خلالها بأداء ممتع، لنبارك للفائز ونقول للخاسر حظاً أوفر.
الهويش وبيان الشباب..!
وضعت لجنة الحكام الحكم المثير للجدل منذ الحالة «الدلهومية» محمد الهويش حكماً لمباراة الهلال والشباب، وثارت ثائرة جمهور الناديين اللذين لا يرغبان في الهويش كحكم ويتخوفان من ارتكابه أخطاء كارثية! وهذا التخوف هو حق من حقوق الجمهور العاشق لناديه، ولكن بيان نادي الشباب الرسمي والصادر من النادي كان بمثابة المفاجأة بالنسبة للمتابعين، فنادي الشباب مثل بقية الأندية تضرر واستفاد من التحكيم، وبيانه قبل مباراة الهلال كان محل استغراب الجميع والذين أكدوا بأنه محاولة للضغظ على الحكم خاصة بعد أن تعادلا في مباراتين متتاليتين، وجاء هذا البيان كردة فعل مسبقة في حالة الخسارة، ولتبرير موقفهم أمام الجمهور، وهذه حركة قديمة جداً لا يمكن أن تنطلي على جمهور واع ومدرك!
موقف نادي الشباب من الحكم الهويش هو نفس موقف نادي الهلال، ولكن الأول أصدر بياناً، والآخر التزم الصمت، وإن كانت جماهيره تعتب على إدارته لعدم طلب حكام أجانب في هذه المباراة، ولكن مبرر الإدارة الهلالية كان بالنسبة لنا مقنعا، فهي اختارت الحكام الأجانب للثلاث مباريات الكبيرة، وبقي طاقمان أجنبيان من حقها الاستفادة منهما متى رأت الوقت المناسب، وأرجأت هذين الطلبين للمنافسات المقبلة.
المهم هنا، هو اختيار لجنة الحكام للحكم محمد الهويش، والذي لا يصلح لإدارة هذا اللقاء، وهذه مشكلة أزلية تعاني منها لجنة الحكام، حيث إنها لا تختار الحكم المناسب للمباراة المناسبة، فهناك حكام أقدر وأجدر من الهويش لإدارة هذا اللقاء الكبير والمهم للفريقين، والخوف أن يكون الاختيار مبنيا على سوء العلاقات الشخصية ما بين رئيس إدارة نادي الهلال ورئيس لجنة الحكام عمر المهنا، وإن كان هذا هو الواقع فتلك مصيبة، فالأمور الشخصية من المفترض أن لا تتدخل في العمل.