رقية سليمان الهويريني
لبيتُ دعوة كريمة من الشباب المفعم بالنشاط والحيوية لحضور فعاليات (ملتقى بيهانس جازان الإبداعي) بحضور وتشجيع أمير منطقة جازان الأمير محمد بن ناصر، حيث يقيم هذا الملتقى ويشرف عليه أعمال مجلس شباب منطقة جازان وأعضاء فريق «طوق» المنظم للملتقى. ويعد الملتقى رائدًا بعرض الأعمال الإبداعية واكتشافها، حيث يقوم المبدع في المجالات الفنية (رسم، شعر، طرب) وغيرها من الفنون الإبداعية بعرض الأعمال الخاصة به وتحديثها في موقع واحد لنشره على نطاق عريض بكفاءة وفعالية.
ولا شك أن منطقة جازان هي منبع العلم والثقافة والفن، وتزخر بقامات شامخة من الأدباء والمبدعين قديمًا وحديثًا؛ إلا أنها بحاجة لتسليط المزيد من الضوء على الإبداعات الجميلة والأعمال الفنية الراقية.
والحق أن المواطن يفخر ويسر بتلك الإنجازات الفنية الرائعة التي تم عرضها عبر (بيهانس جازان) الذي أتاح الفرصة للشباب من الجنسين لينثروا إبداعاتهم، ويسعدوا الحضور.
من المشاهد الجميلة في المهرجان تلقائية الأمير محمد بن ناصر أثناء حضوره للملتقى ومشاركة أبنائه احتفالهم السنوي، حيث دخل المكان بلا ضجيج واتخذ مكانًا وسط الناس ودون مظاهر رسمية ورفض ارتداء البشت ليكون قريبًا من روح الشباب المنظم، وكأنه أراد أن يبعث برسالة للجميع بأن القيادة حفظها الله جزء من الشعب وداعمة له في مجال الإبداع والإلهام.
كانت ليلة السبت 26 نوفمبر ليلة جازانية باذخة بالحبور، وظهرت بصورة بهية يزينها نجومها شباب جازان المبدع من الجنسين العاشق للفنون التشكيلية والمسرحية والموسيقية، حيث صدح الشباب بأصواتهم المميزة وألحانهم الشجية، وشاركت الفتيات بأعمالهن الفنية بجرأة مغلفة بحشمة وتهذيب! وبرزت بوضوح جميع معاني المؤازرة والتكاتف والعمل بروح الفريق الواحد مما أنجح المهرجان وجعل من حضر مجاملة للدعوة راغبًا بالبقاء، سعيدًا ومغتبطًا بالروح التي تسكن المكان.
وأحسب أن شكري يقصر ويعجز عن التعبير والامتنان للمنظمين والمشاركين والداعمين والمساهمين والمتطوعين لإنجاح هذه التظاهرة الجميلة التي أقيمت على ضفاف البحر، وأمام بحيرة شاعرية. ونجاح اللقاء في مهرجان بيهانس هو تفوق لأهل جازان الذين غمروا الحضور بجميل فعلهم، وكرم نفوسهم، وطيب قلوبهم، ودماثة خلقهم، وأصالة معدنهم.
فشكرًا لكل من وضع طوبة في البناء الجازاني الشامخ المبهر، وأسعد الله قلوب أهل جازان كما أسعدونا.