علي عبدالله المفضي
من المرفوض والمستهجن وغير المقبول أن نتسامح مع صحفي يقضي عن سابق إصرار وترصد على موهبة شاعر يستحق الإشادة والمؤازرة والاهتمام، ولأن رسالة الصحفي النزيه ترتكز على البحث عن المواهب الواعدة وتقديمها بشكل يليق بها فإنني استبعد أن أحداً يمكن أن يحارب المواهب إلا مريض نفس يحتاج إلى مصحة نفسية.
ولأن من المهم أن يتولى منابر الشعر إما شاعر يمتلك الحس الصحفي إضافة إلى شاعريته أو صحفي متذوق متمكن يستطيع أن يفرز ويقيم ويقدم ما يضيف مسحة من الجمال على منبره ليكون مقصداً للشعراء ومتذوقي الشعر على حد سواء وبغير ذلك قد يسيء الشاعر غير الملم بالصحافة والصحفي غير الملم بالشعر إلى الصحافة والشعر فيخرج المنبر مشوهاً لا يؤدي الدور المنوط به على الوجه المقبول.
وفي حال وجود شاعر متمكن على رأس منبر إعلامي فمن النادر أن يستمر الشاعر منتجاً كما كان قبل أن يرتبط بالعمل الإعلامي فالإعلام الجيد يحتاج إلى الكثير من الوقت والجهد، ولأن الجمع بين المهتمين لا يمكن تحققه بسهولة فإننا نرى الإعلامي قد يقضي على الشاعر ويواريه أو يحجب إنتاجه وفي ظل ذلك البعد قد يظن المتابع للمنبر أن القائم عليه ليس بشاعر لقلة ما يقرأ أو يسمع أو يشاهد له من قصائد والشاعر الذكي من لا يسمح للماكينة الإعلامية أن تبتلع موهبته ويكون كم يعمي عينه بيده.