عمر إبراهيم الرشيد
تقتلع العواصف تلك الشجيرات الغضة وتأخذ معها أو تبعثر وتبعد ما خف وزنه، كذلك المبادئ، الأفكار والقناعات إن كانت هزيلة واهنة تلحظها تطيش وتتزعزع عند أي حدث أو قضية هنا أو هناك، الحرائق التي اندلعت في فلسطين المحتلة وطالت مناطق عدة مثال يجسد هذا المعنى، كيان يحتل بلدًا ويشرد ويقتل أصحاب الأرض منذ ما يقرب من سبعين عامًا، وما يزال يسجن الأطفال والنساء ويصادر الأراضي ويقتلع الشجر والحجر، ثم يأتي من يقول إن إعانة (الإسرائيليين) إنسانية بغض النظر عن كونهم محتلين وأن الظرف يملي مساعدتهم!، أي منطق أغرب من هذا وللأسف أنه أتى من الفلسطينيين (بعضهم) والأتراك، وما يثير الضحك أو لعله شر البلية إن وضعت حكومة الاحتلال على موقعها باللغة العربية على الشبكة العنكبوتية الآية القرآنية الكريمة {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ من قَوْمٍ} الآية. محاولة التأثير على صغار المفاهيم والعقول بمخاطبتهم بنص قرآني، وكأنها ترعى حرمة لمبدأ أو خلق أو فضيلة!. ترى كم أحرقت (إسرائيل) من قلب أم فلسطينية على ولدها؟ كم أحرقت من حقل زيتون؟ وكم هدمت من بيت وشردت أهله على مرأى ومسمع العالم المتحضر الذي يهرع حين تحاول دولة أو منظمة أو كاتب أو فنان فقط إدانة هذا الكيان المحتل، دعك من معاقبته فذاك يكاد أن يكون رابع المستحيلات حاليًا.
والعجيب مسارعة (الإسرائيليين) لتوجيه الاتهام للعرب بالتسبب بالحرائق، فانظر كم هو متأزم هذا الكيان المحتل، وانظر إلى الخبث في استغلال كل سانحة لضرب (الأغيار) كما يسمون من ليس بيهودي وخصوصًا العرب والفلسطينيين تحديدًا، أفلا يعقل أولئك الذين وضعوا أيديهم على قلوبهم حنانًا وعطفًا على المحتلين فظهرت النخوة العربية والتركية جلية بكل حماقة، ساخرة من أرواح من ضحوا بها دفاعًا عن عرض وأرض (أليس فيكم رجل رشيد).