استضافت اثنينية الذييب الأسبوع الماضي الدكتور فيصل السويدي، نائب رئيس وحدة الجودة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، متحدثاً عن النشاط الجامعي بالمملكة والدور الذي تلعبه الجامعات في تحقيق رؤية 2030.
استهل الندوة الإعلامي ياسر الحكمي مستعرضاً ما وصل إليه مستوى التعليم الجامعي بالمملكة، قائلاً إنها وصلت حتى الآن إلى 39 جامعة على مستوى المملكة، مضيفاً أن ضمن أهداف الرؤية 2030 للمملكة، أن يتم تطوير 5 جامعات منها لتصبح منافسة لأكبر الجامعات على مستوى العالم. كما وجّه سؤاله لضيف الاثنينية الدكتور فيصل بأنّ هذا العدد الضخم من الجامعات لابد وأن يلعب دوراً كبيراً في تحقيق الرؤية الاقتصادية للمملكة، فكيف استعدت الجامعات لتحقيق هذه الرؤية؟
من هنا بدأ الدكتور السويدي حديثه بنبذة عن مراحل تطور التعليم الجامعي منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز آل سعود - رحمه الله -، والذي لاحظ الحاجة الملحّة للتعليم المتقدم بالمملكة، فأرسل أول بعثة للدراسة بالخارج عام 1355. بعد ذلك أنشأ جامعة أم القرى، وهي أول جامعة سعودية وبدأت بكلية الشريعة. بعد ذلك قام بإنشاء كلية الشريعة بالرياض، والتي كانت نواة لإنشاء جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. كان ذلك إيماناً منه بأنّ أول ما يجب تعلمه وتدريسه هو الشريعة الإسلامية، وبعد ذلك يمكن الانطلاق إلى آفاق العلوم والتكنولوجيا بمختلف أنواعها.
وانتقل الدكتور السويدي بعد ذلك للحديث عن قواعد تصنيف الجامعات المعمول بها على مستوى العالم، مؤكداً أنّ من أهمها مدى انخراط الجامعات في مجال البحث العلمي وحجم المشاركة البحثية لهذه الجامعات بين جامعات العالم. وطالب السويدي في معرض حديثه بزيادة العمل البحثي بالجامعات السعودية والاهتمام به من خلال تشجيع الباحثين وإتاحة الفرص لهم وتقديم المساعدات العلمية والمادية على حد سواء. كما أكد على ضرورة التعاون بين الجامعات السعودية لخلق بيئة بحثية وعلمية جيدة.
وحول جامعة الإمام والدور الذي تلعبه في تحقيق الرؤية 2030، أفاد فيصل السويدي بأنّ هناك حراك جيد في الجامعة بهذا الخصوص، حيث تم إنشاء مركز خاص داخل الجامعة لتفعيل الرؤية والعمل على إعداد الطلبة والطالبات وتجهيزهم لهذه المرحلة.
من ناحيته تساءل الدكتور محمد العالم عن النشاطات التي تقوم بها الجامعات تجاه المجتمع بهدف تجهيز الأفراد للرؤية الجديدة. حول ذلك تحدث الدكتور فيصل عن إسهامات جامعة الإمام في تدريب الكوادر من العاملين بالقطاع الخاص، وتأهيلهم لتقلد وظائف أعلى في مجالاتهم.
وفي مداخلة لرجل الأعمال حمود الذييب، تحدث عن ضرورة تطوير السياسات التي تحكم العملية التعليمية في المرحلة الجامعية والبعد بها عن البيروقراطية، الأمر الذي من شأنه تحرير العملية التعليمية وتركيزها على البحث العلمي. من ناحيته أيّد السويدي ذلك الرأي، موضحاً أن الجامعات في أوروبا وأمريكا يتم تمويلها من قِبل رجال أعمال يسخّرون طاقاتهم لتطوير العمل البحثي والتشجيع عليه.
وتحدث الباحث والأكاديمي معاذ الجعوان عن أنظمة التعيين في الجامعات، حيث رأى أن التعيينات بالجامعات تأتي في بعض الأحيان عن طريق المحسوبيات وما يسمّى بالواسطة، الأمر الذي يتعارض تماماً مع متطلبات الرؤية الاقتصادية، كما طالب بضرورة وضع أنظمة جديدة ومعايير واضحة للتعيين بحسب الخبرة والكفاءة العلمية.
وفي نهاية الأمسية تقدم رجل الأعمال حمود الذييب بدرع تذكاري للدكتور فيصل السويدي شكراً وتقديراً له على محاضرته القيمة.