سمر المقرن
سافرت كثيراً، وحضرت عشرات المؤتمرات والملتقيات، لكن حضور ملتقى الإعلاميات العربيات في الأردن الأسبوع الماضي، كان حالة استثنائية، فكانت الدعوة لي ولزميلاتي الإعلاميات هالة الناصر وسميرة مدني من السفارة السعودية في الأردن، وكانت تحفنا بالرعاية والحفاوة من وصولنا إلى مغادرتنا. بل وكان إلى جانب ملتقى الإعلاميات فعاليات كثيرة حضرناها لتعريف الناس هناك بالمرأة السعودية عامة، والإعلامية بشكل خاص.
ما دار في ذهني وأنا أراقب كل هذا التنظيم والترتيب بداية من إشراكنا في ملتقى الإعلاميات، ومروراً بالزيارات العديدة التي أجريناها برفقة المتحدث الرسمي للسفارة في الأردن ومدير الشؤون الإعلامية الأستاذ عبدالسلام العنزي، هو هذا الدور الجليل للسفارة والمليء بالتطلعات والطموحات الكبيرة. حيث بدأ جدول الزيارات بمقابلة رئيس مجلس الأعيان، دولة الرئيس فيصل الفايز، ومناقشته في العديد من الأمور السياسية والبرلمانية والتعرف عن قرب من خلاله عن دور المرأة الأردنية ومشاركتها في الحياة السياسية.ضم جدول الزيارات أيضاً، التعرف على جريدة الرأي الأردنية ومقابلة رئيس تحريرها ونقيب الصحافيين الأستاذ طارق المومني، والحديث حول الإعلام الأردني والسعودي ودورنا في ظل هذه التحديات التي تمر بها المنطقة.
وكذلك زيارة المركز السعودي لتأهيل وتدريب الكفيفات، وإتاحة الفرصة لنا كإعلاميات للتعرّف على هذا العمل الإنساني العظيم بجهود سعودية وأردنية حيث تم افتتاح المركز عام 1974م، وتتحمل وزارة التعليم السعودية ميزانية هذا المركز الذي تديره امرأة سعودية هي الأستاذة إيناس الطائفي. لا تتخيلوا مدى شعورنا بالفخر ونحن نرى ونشاهد هذه الجهود السعودية في الأردن.
لم تتوقف السفارة السعودية معنا في هذه الرحلة إلى هنا، بل كان الحدث الأجمل الذي يخصني -شخصياً- هو رعايتها لحفل إشهار روايتي «كذبة إبريل» والذي نظمته دارة المشرق للفكر والثقافة بإدارة الأستاذة زهرية الصعوب. لكم أن تتخيلوا حجم المشاعر الجميلة والامتنان وأنا أرى في هذه المناسبة رعاية من سفارتنا، التي هي أهلنا وعزوتنا في الخارج.
الإدارة الجديدة للسفارة السعودية في الأردن بقيادة سفيرنا الرائع الأمير خالد بن فيصل بن تركي آل سعود وطاقمه، يقدم من خلالها مفاهيم جديدة للدبلوماسية، وأنها لا تعني العمل السياسي فقط، بل هي مشاركة ثقافية وإعلامية وإنسانية، هي إندماج في المجتمع الأردني وهذا ما سمعته ولمسته من فئات كثيرة في الأردن، قرب السفارة من الأردنيين، ما يشعرني بالفخر وأنا أرى هذا الفكر الدبلوماسي المختلف، وهذا النشاط المميز خصوصاً في الجانب الإعلامي غير التقليدي القائم على صناعة الفكرة وتحديد الأهداف، وتقديم الخطوات اللازمة لتحقيقها.شكراً من القلب، وشكراً بلا حدود.. لسفارتنا في الأردن على كل هذه الجهود النبيلة، وأؤكد أنني فخورة بكم كما أنتم فخورين بي.