«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
في مناسبة اجتماعية راح أحد زملاء الدراسة يسألني: أنتم أيها الكتاب في صحفنا ومجلاتنا وحتى إعلامنا الاليكتروني، هل تجدون استجابة لنهر الكتابات التي تجري بها أعمدة صحفكم ومواقعكم في الإعلام الجديد.؟! وأضاف وبمعنى آخر: هل هناك جدوى من تعبكم وأوقاتكم المهدورة في القراءة والكتابة؟. شخصيا تشدني العديد من الكتابات التي تثير قضايا مهمة تناولها بعضكم، لكنني للأسف لم أجد رداً أو استجابة على ما كتب هنا أو هناك، رغم متابعتي شبه الدائمة.
فتطلعت إليه باسماً وقلت: تساؤلاتك في محلها، وليس بالضرورة أن تكون الاستجابة على ما يطرح آنية، إلا في حالات تستدعي ذلك، كالحالات المرضية الحرجة والتي تتطلب سرعة اتخاذ القرار للتدخل لعلاجها الفوري. وبحكم عملي كمدير للعلاقات العامة والإعلام بصحة الأحساء خلال أربعة عقود، ومن خلال التجربة، كنت مع الزملاء نتابع كل صباح مختلف الصحف المحلية ونرصد كل ما يكتب عن الخدمات الصحية في المنطقة، ونرفع ذلك في ملف يقدم للمدير، وعندما تكون هناك حالة ما تتطلب سرعة اتخاذ قرار لا تتردد المديرية في إصداره وعلى وجه السرعة. وما نعمله وحسب علمي تعمله مختلف إدارات العلاقات العامة في أجهزة الدولة المختلفة. . لكن هناك بعض الحالات والقضايا يتم التعامل معها بشكل سري أو روتيني، لكنها والحق يقال تحظى بالاهتمام وحتى المتابعة.
وأضفت: ولا تنسى يا أخي العزيز أن العديد من القضايا والمشاكل التي قد تواجه المواطن والمقيم في وطننا الحبيب ويطرحها إعلامنا المكتوب يومياً تتناول مئات الحالات وفي مختلف المناطق والمحافظات، وتتم معالجتها حسب أهميتها، لكن تعودت أجهزة الدولة المختلفة أن لا تشير إلى ما قامت به من عمل أو ما اتخذته من قرار لمعالجة هذه القضية أو تلك المشكلة، فهي بالتالي تعمل في صمت، يستثنى من ذلك حالات خاصة تستوجب وتستدعي الإعلان عنها.!
ثم استطردت قائلاً: يجب أن تعي جيدا أن مسئولية الكاتب تجاه القراء مسئولية كبيرة، فما يكتبه نابع من مسئوليته أيضا كمواطن قبل أن يكون كاتبا أو محررا، لذلك فهو يعتمد المصداقية ويحترم أحبته القراء ويعلم جيداً أن الكثيرين منهم أكثر منه ثقافة ومعرفة وحتى سعة اطلاع، فلا يجب أن يتعالى عليهم ويحترم مشاعرهم ولا يحاول أن يخدعهم بنشر معلومات غير حقيقية، لكنه ليس مسئولاً عن تحقيق كل ما يطرحه من أفكار أو حلول لبعض القضايا والظواهر السلبية في مجتمعه، فهذا دور الأجهزة التي تتابع أو حتى من له علاقة بالموضوع، لكنه يعيش دائما في حديقة وطنية وارفة الظلال ومشبعة بالآمال العريضة، داعياً الله أن يكون لما كتبه جدوى وفائدة.
وأخيراً قلت لزميلي الغيور والمحب لوطنه: اطمئن وثق تماما أن ما يكتب وينشر يحظى بالقراءة والاطلاع ولن أقول حتى الفحص والتدقيق، فقيادة الوطن وأجهزتها المختلفة يهمها قبل وبعد «المواطن» الذي من اجله يخدمه الجميع.