فهد بن جليد
العالم كله يُقسم أصحاب المهن إلى صنفين؟ أصحاب (الياقات البيضاء) وهم المدراء والمحاسبين ومن يعملون خلف المكاتب الإدارية.. إلخ، وأصحاب (الياقات الزرقاء) وهم من يشغلون المهن اليدوية الخدمية، عمال، سائقين، سباكين.. إلخ، برأيي أننا في الخليج تحديداً وقعنا في فخ (الربط) بين هذا التصنيف والمؤهل التعليمي!.
خذ مثلاً أكبر عقبة يمكن أن تواجه جهود توطين وظائف الفنادق والضيافة لدينا، والتي تكمن في عدم فهمنا حتى الآن لطبيعة العمل في الفندق أو المنتجع السياحي، وارتباط الأمر ذهنياً بثقافة العيب المجتمعي، والياقة الزرقاء (التحميل، التنزيل، تنظيف الغرف.. إلخ) باعتبار هذه من المهن الدونية التي لا يمكن أن يشغلها السعودي ويتطور أو يتدرج فيها، بينما الحقيقة أن الأقلية السعودية التي ثابرت وصبرت في مثل هذه المهن، وتجاوزت هذه النظرة القاصرة، تشغل اليوم وظائف من ذات (الياقات البيضاء) المرموقة، وتتقاضى رواتب مُجزية في هذا القطاع، دون التقليل من مكانة وأهمية أصحاب (الياقات الزرقاء) طبعاً..!.
تذكرت هذا الأمر وأن أحضر حفلاً أطلقت خلاله إحدى أكبر المجموعات الفندقية في العالم، برنامجاً تدريبياً في أكثر من عاصمة خليجية تم تعديله ليناسب منطقتنا تحديداً، بالتعاون مع جامعات غربية لتأهيل (عمال فنادق) و(قادة ضيافة) خليجيون بمؤهلات جامعية، بعض الأصوات استنكرت اشتراط (الشهادة الجامعية) للانخراط في المقاعد المحدودة للبرنامج التأهيلي لوظائف خدمية، وبرأيي أن هذا الشرط جوهري، وهو نقطة التحول التي يجب أن نبحث عنها في مفهوم (عمال الفنادق) في منطقتنا حتى نحدث التغيير؟!.
هذا المفهوم قد لا تجده في دول عربية أخرى، يعمل فيها صاحب الشهادة الجامعية مهن بسيطة، إمّا بشكل مؤقت أو دائم أو إضافي حتى وإن كان المُبرر كثرة من يحملون المؤهل مع قلة فرص العمل..!. يتبع غداً..
وعلى دروب الخير نلتقي.