حمّاد السالمي
«تهنئة خالصة لأستاذنا (المربي الإعلامي) أبي بشار؛ الذي نال بكل جدارة واقتدار؛ ثقة الصحافيين والإعلاميين في هيئتهم.. هيئة الصحافيين السعوديين، فتولى رئاسة مجلس إدارتها في دورتها الجديدة.
«لفت نظري ما تردد مؤخرًا؛ عن أن الهيئة تسعى لتأطير ميثاق شرف لكافة منسوبيها من الصحافيين والإعلاميين. لقد سرني هذا الخبر، وسرني أكثر أنه يأتي على رأس عمل الهيئة في دورتها الجديدة، ما يعني أن الهيئة تفكر جديًا في تفعيل التواصل مع أعضائها الذين ينتظرون منها الكثير من الإنجازات التي تسهل مهامهم، وتخدم توجهاتهم، وتوثق صلتهم بمراكز القرار في القطاعين العام والخاص.
«كثيراً ما أسمع في المجالس العامة؛ تذمر بعض الناس وسخطه مما ينشر من أخبار سلبية عن منطقة ما، أو محافظة ما، أو شخصية عامة. ويرى هذا البعض الساخط؛ أن الكثير مما ينشر عن بعض الجهات - وخاصة في الصحف الإلكترونية - هو مما لا يهم أحداً، وأنه غالبًا ما يركز على الحالات السلبية، ويتغاضى عن الأخرى الإيجابية، وأنه مما يغث، ويشوه، ويكرِّه الناس في هذه الجهة المسؤولة، أو المنطقة والمحافظة.
«أعتقد أن كثيراً من الصحة وارد فيما يقال في هذا الخصوص، وهذا ناتج عن تسابق محموم من بعض المحررين المبتدئين على الظهور والبروز، على حساب كثير من الاعتبارات التي منها أخلاق المهنة، وهناك منهم من يخلط بين العام والشخصي. وهذا ناتج عن ضعف المستوى المهني لهؤلاء، وظنهم أنهم بالنشر بهذه الطريقة؛ يبنون أمجاداً لأسمائهم، وهذا خطأ فادح، وتشويه إعلامي لا بد أن يعالج بطريقة سليمة، وأن نسعى إلى خلق روح صحافية وإعلامية جديدة على مستوى المناطق الإدارية والمحافظات، تعكس الحقائق كما هي، بحس وطني، وبمسؤولية تامة، ونهج متوازن يرتكز على الإنارة بعيداً عن الإثارة.
«إنه حتى اليوم؛ لا يوجد رابط يجمع الوجوه الإعلامية؛ من كتّاب وصحافيين وإعلاميين في المنطقة أوالمحافظة التي يتبعونها على كثرتهم، ولا رابط كذلك بين هؤلاء والقيادات الإدارية والاجتماعية في مناطقهم وبيئاتهم التي ينطلقون منها، رغم كثرة ما يعكسه الإعلام - مقروء ومسموع ومرئي- من سلبيات عن بعض المحافظات، مقابل القليل من الإيجابيات.
«أعتقد أن من أولويات العمل في هذا الاتجاه - أقصد مشروع ميثاق الشرف - هو تكوين قاعدة بيانات مرنة، تجمع كافة المنتسبين للعمل الصحافي والإعلامي وكتاب الرأي في المملكة، ثم في المناطق والمحافظات، لتكون متاحة لكل منهم ولكافة المسؤولين، وتوفير قدرمن التواصل المباشر وغير المباشر، بين الإعلاميين والصحافيين وكتاب الرأي أنفسهم، وبينهم وبين المسؤولين في مناطقهم، وتنظيم ورش عمل للمبتدئين من الصحافيين والإعلاميين؛ تشمل إلى جانبهم موظفي العلاقات العامة في كافة القطاعات، لبلورة فهم مشترك للإعلام البناء، ودوره في المجتمع وفي حياة الناس كافة، وتنظيم العلاقة بين موظفي العلاقات العامة، وممثلي الوسائل الإعلامية.
«وحتى نكون عمليين أكثر، ونصل إلى نتيجة مستهدفة؛ في التقليل من التشويش والتشويه، أو نقل معلومات مغلوطة، أو التركيز على سلبيات دون إبراز الإيجابيات في كثير من القطاعات، ينبغي توفير كم مناسب من المعلومات الضرورية عن المشاريع والجهود المبذولة في كافة المناطق والمحافظات من قبل مسئوليها، لكي يطلع عليها الكل من خلال وسائط الاتصال الرقمية، وأن نوفر إجابات سريعة ومقنعة لكافة تساؤلات الإعلاميين والصحافيين والكُتّاب، وأن نعطي توضيحات عما يرونه سلبيات أو إخفاقات هنا وهناك.
«ولأن مهمة كهذه؛ هي في صلب مهام (هيئة الصحافيين السعوديين) في مقبل الأيام؛ فإني أرى أنها قادرة على صياغة مشروع (ميثاق شرف إعلامي)، يندرج تحته كافة الصحافيين والمحررين والكتّاب والإعلاميين بالمملكة، من خلال عمل إجرائي منظم، ينفذ وفق خطة عمل تبدأ بتكوين لجان حصر عن طريق ممثلين لهيئة الصحافيين والمجالس المحلية في المحافظات، تعد القوائم، وتجمع سير وتراجم ومعلومات عن الشخصيات العامة في محيط اللجنة ذاتها، وتسهل عقد اجتماعات تمهيدية يرأسها المحافظون وكبار المسؤولين، بهدف استطلاع وجهات نظر الكل فيما ينبغي عمله نحو تحقيق هذه الأهداف.
«جميل جدًا أن يأتي هذا التوجه نحو (ميثاق شرف إعلامي)، يؤسس لمرحلة إعلامية جديدة بأخلاقيات مهنية متوجبة، ويتواكب مع التنظيم الجديد الخاص بالطباعة والنشر الذي أصدرته (وزارة الثقافة والإعلام) مؤخرًا. إن اللوائح المنظمة للنشر الورقي والإلكتروني في هذا التنظيم؛ سوف تخضع لأكثر من اختبار في جانبها التطبيقي دون شك، وهذه فرصة رائعة لتطويرها في المستقبل. إن التطبيق القادم سوف يتيح المجال لتقييم التجربة ثم تقويم ما يستدعي ذلك لمصلحة النظام نفسه، ولصالح القائمين عليه والمستفيدين منه في فضاءات النشر التي تعددت وتنوعت حتى أصبحت في حاجة إلى ضبط وربط، وإلى تدخل حازم لتصحيح مسارات نشر منفلتة، طالما انحرفت وأضرت أكثر مما نفعت.