جاسر عبدالعزيز الجاسر
العلاقات السعودية الكويتية مثلها مثل العلاقات السعودية بكل دول الخليج العربية، فهذه البلدان هم في الحقيقة بلاد واحدة لها نفس الثقافة والتقاليد والفهم والتوجه تربطهم رابطة الدم واللغة والأصل والمصاهرة، إذ تتوزع العوائل على أكثر من دولة خليجية فيما تجمع الكثير من العوائل الانتماء لقبيلة واحدة، وبالنسبة لدولة الكويت تصبح كل هذه الروابط أكثر وضوحاً وأكثر قرباً ربما لأن السعوديين كانوا أكثر توجهاً إلى أرض الكويت التي كانت تشكل مركز جذب لأهل نجد للعمل والتوجه من الكويت إلى الهند التي تشكل مركز السلطة للمنطقة جميعا كون مقر حكومة شركة الهند الشرقية البريطانية التي كانت تحكم شبه الجزيرة الهندية التي كانت تضم الهند وباكستان وبنجلاديش وسيرلانكا والنيبال. وجميع تلك الأقاليم التي أصبحت دولاً مهمة ارتبطت بدول الخليج العربي، حيث كانت حكومة الهند الشرقية تدير شؤونها الإدارية والاقتصادية والأمنية والعسكرية نيابة عن الحكومة البريطانية التي كانت تبسط سيطرتها على منطقة شرق السويس من الخليج العربي حتى شبه الجزيرة العربية.
من الكويت والبحرين انطلق السعوديون للوصول إلى الهند وحتى أندونيسيا وسنغافورة واللتان كانتا عبر نافذتي جدة ومكة المكرمة. ومن الكويت والبحرين توجهت شخصيات وعوائل سعودية أقامت بيوتاً تجارية كبيرة في الهند، وفي الكويت كان السعوديون أحد أهم مكونات المجتمع الكويتي المدني، إذ كانت «المرقاب» أحد أهم الأحياء في مدينة الكويت العاصمة وكان النجادة الذين يمثلون السعودية يشكلون نسيجاً متميزاً لتجار الكويت ووجهائها ومنها برزت أهم البيوت التجارية ولا تزال في الكويت، ومع أن المرقاب كان يمثل النخبة الاقتصادية والتجارية، إلا أن أطراف الكويت في الجهراء وجليب الشيوخ والفحيميل والأحمدي كانوا روافداً مهمة لسكان الكويت, حيث كان أبناء القبائل العربية التي لها امتدادات متصلة ولا تزال داخل المملكة العربية السعودية وهو ما يجعل البلدين بلداً واحداً متصلاً وأن العائلتين الحاكمتين المرتبطتين بأصول عربي وشيجة قد رسخا العلاقة المتميزة بين البلدين والتي دائما ما تظهر وكأنها علاقة بلد واحد، يصيبه ما يصيب البلد من خير وشر، وهو ما تأكد في المحن خاصة، فقد كانت القوات السعودية أول من هبّ للدفاع عن دولة الكويت إبان تهديد قاسم العراق عام 1961م، وعند تعرض دولة الكويت للغزو والاحتلال من قبل قوات صدام حسين العراقية، حولت المملكة العربية السعودية أراضيها جميعاً إلى قاعدة انطلاق وحشد لتحرير دولة الكويت وفتح السعوديون جميعهم قلوبهم وبيوتهم لاحتضان الكويتيين كترجمة لمفهوم البلد الواحد.
كل هذا ترجم وتجسد أثناء استقبال أهل الكويت جميعاً يتقدمهم صباح الخير وعضده نواف للترحيب بسلمان العزم والحزم للاحتفاء به في بلده الكويت التي لا تختلف عن الرياض وعن جدة والدمام فجميعهم في بلاد العرب وأصلهم.