د.ثريا العريض
أبارك للوطن بعودة خادم الحرمين إلى أراضيه حفظه الله في حله ترحاله.
اختتمت القمة الخليجية لدول مجلس التعاون في البحرين قبل أيام بعد أسابيع متواصلة من اجتماعات اللجان الوزارية استعداداً لها. وأعلن استمرار التوجه نحو الوحدة الحلم بدءاً بالتكامل العسكري والأمني. مع إدانة تدخل إيران في الشئون الداخلية لجيرانها، ورفض الجميع لدورها في محاولة قلقلة الجوار, وتنفيذ طموحاتها التوسعية. وكان لحضور السيدة تيريزا ماي رئيسة الوزراء البريطانية وإعلانها التزام بريطانيا بحماية دول الخليج من أي اعتداء توضيح أن مثل هذه الطموحات لا يمكن أن يسمح لها بالاستمرار في العبث باستقرار الجوار, خاصة ودورها في تدمير العراق وسوريا ولبنان واليمن واضح للعيان.
في متابعة التغطيات إعلامياً من الفضائيات وهي تبث التفاصيل شدني الشعور الواضح الغامر خليجياً بالفرح بالتقارب, والاحتفاء بحضور خادم الحرمين. وكان منعشاً أن ترسم الأعياد الوطنية والاحتفالات بالقمة ابتسامة فرح وتفاؤل وفي وسط كل أخبار المنطقة التي تفيض بالتدمير والدموية وصراع القوى للهيمنة.
والأمر ليس فقط شكليات الاحتفاء والقصائد والعرضات, فخلال الأسابيع الماضية التي سبقت القمة الخليجية عقدت مؤتمرات متخصصة سياسياً في البحرين, وأبو ظبي, والدوحة, سعياً لتفهم مستجدات المنطقة ومتوقعات القادم، واستعداداً لتقديم توصيات لمؤتمر القمة. وسيعقد بعدها مؤتمر حوار المنامة الذي تحضره شتى الجهات المختصة عالمياً.
عيون المهتمين بالشئون السياسية والاقتصادية عالمياً، مركزة على أوضاع الخليج العربي, ضمن إطاره الأوسع في منطقة الشرق الأوسط. والأحداث والاضطرابات بين العراق وسوريا وتركيا شمالاً وإيران شرقاً واليمن جنوباً وشمال إفريقيا غرباً تضعنا في عين العاصفة. ورتم الحوارات العالمية والإقليمية والمحلية يتسارع ويزداد. وفي هذا كله يتضح أن الخليج وعلاقاته وأوضاعه المستقبلية هو مركز تكثيف الحوارات والنقاشات.
منذ اكتشف النفط في المنطقة في الثلاثينات وبعد استقلال مشيخات الساحل الخليجي كدول ذات سيادة, كل المنطقة ترقص حينا على كف عفريت الخلافات وطبول الصراعات في الجوار, وحيناً على إيقاع الفرح ودفوف الاحتفاء بالمنجزات. وعين العقل والحنكة أن تُبنى الجسور لتردم فجوات الماضي, وتدعم السدود لتسند دفاعات المستقبل, ضد أي مترصد من الخارج يحاول استخدام سياسة التصديع ومبدأ «فرق تسد».
ويظل الخليجيون عائلة ممتدة وإخوة تاريخ متوارث ومصالح مشتركة, وتعاون في الأزمات والكوارث, وطموحات لمستقبل آمن, قبل أن يكونوا إخوة تتصارع على إرث الجغرافيا والموارد. نفرح معاً ونحزن معاً وندعم بقاءنا جميعاً في أجواء من الأخوة الصادقة والبناء المستدام, على الرغم من اختلافات الرؤية من بعض القضايا ظرفياً.
وبين سبتمبر وديسمبر منذ السبعينات تتابع على دول الخليج احتفالاتها بأيامها الوطنية منذ استقلت المشيخات كدول ذات سيادة منفصلة عن الانتداب البريطاني.. مثلها مثل كل دول العالم التي تحتفل كل عام, الواحدة تلو الأخرى, بأيامها الوطنية, ويتبادل رؤوس حكوماتها التهاني.
وهي في ذلك تفعل ما تفعله دول العالم كله. لكنها فوق ذلك كله ست شقيقات يجمعهن الانتماء إلى خليج المحبة والتكامل.
أبارك للعقد اللؤلؤي كله: الكويت والبحرين وقطر والإمارات وعمان والأم السعودية قلب الجزيرة العربية تكاملها واحتفاءاتها.
نعم الاتحاد قوة وتكامل قدرات وبناء ثقة المواطن أن مستقبله بخير.
وفي هذه الأجواء الأخوية نحتفي مع الشقيقات بمنجزات كل منهن اقتصادياً واجتماعياً وحضارياً, فهي مفخرة للمنطقة الخليجية كلها وتقف معهن حين يتطلب الأمر الدفاع عن الأمن والاستقرار.. ونشارك كل منها احتفال أبنائها بعيدها الوطني بمنتهى الإعجاب والسعادة.
كل عام ونحن إخوة المحبة والبناء.