أحمد المغلوث
في زمن التخاذل الملاحظ والمعاش من قِبل الدول الكبرى تجاه الأوضاع المأساوية في سوريا؛ باعتبارها صاحبة الأمر والنهي في استصدار وتنفيذ أي قرار للأمم المتحدة إزاء مأساة أهلنا في حلب، وغيرها من المدن التي تعاني ويلات الحرب، تتردد بين فترة وأخرى حجج واهية، مفادها أن السبب في ذلك يعود لرغبة روسيا في استمرار نظام الأسد حليفه في الحكم، رغم مقاومة المعرضة وشعب سوريا، الذي اضطرت ملايين منه إلى الهرب للخارج مهاجرين ولاجئين هربًا من الحرب التي ما زالت مستمرة منذ سنوات؟! وفي ظل هذه الحجة وغيرها تستمر مأساة أهل سوريا، وتتزايد أعداد القتلى والضحايا في المدن التي تدكها يوميًّا المقاتلات الروسية وطائرات النظام عبر براميل الموت. وتنقل لنا وعلى مدار السعة مختلف وسائل ووسائط الإعلام صور بشعة ووحشية عن الموتى والجرحى والبيوت المدمرة على رؤوس المدنيين العزل.. وتتحول مدن سوريا إلى أنقاض وأشباح، تعاني المجاعة والموت.. ولا معين إلا الله ثم بعض المساعدات التي تأتي ولا تأتي..؟!
والناس في العالم يتساءلون: لماذا تستمر هذه المأساة؟ ولصالح من يموت المئات يوميًّا في حلب وغيرها؟.. ويا للعجب، كيف تسمح الدول الكبرى بهذه المهزلة الدولية تحت نظر الجميع؟ أين المواثيق التي وقَّعت عليها دول العالم؟ لماذا الصمت؟ لماذا يستمر النظام السوري في طغيانه وغيه، ويمارس التضحية بشعبه الذي لا حول له ولا قوة إلا بالله؟.. من أجل أن يتربع على كرسي الحكم، ويمارس هوايته تحت نظر العالم وعلى صدى ضحكات حلفائه روسيا وإيران؟! والسؤال الحائر الذي يبحث عن إجابة واضحة وصريحة: ما هو السر في هذه الاستمرارية لهذه المأساة الموجعة والمؤلمة لكل من يتابعها بحزن وأسف شديدين؟ وهل صحيح أن السر الحقيقي هو أن المصالح تتطلب استخدام القوة في سوريا وغيرها من دول المنطقة للمزيد من التدمير والتفرقة ونشر الطائفية.. إذا كان هذا صحيحًا أليس أحرى بنا جميعًا في هذا العالم الواسع أن نصرخ بقوة في وجه هذه الدول، وأن نقول لها «اخجلي على نفسك.. لقد أصبحتِ عارية مثل فتيات (الاستربتيز)، وكشفتِ عن حقيقتك بصورة ممجوجة..؟!». وكم هو مؤسف أن نعيش في عالم يسوده الكيل بمكيالين، وأن تتحدث الدول الكبرى عن الإنسانية وأهمية الأخذ بها في تعامل الدول مع كل إنسان.. لكنها في الواقع تمارس أبشع الطرق في القضاء على الإنسان في كل مكان من خلال تشجيع استمرارية الحروب؛ لتزيد من استثماراتها في تصنيع أسلحة الموت، ومن ثم بيعها بمليارات الدولارات؛ لتزداد هي غنى فاحشًا، ولتتراجع الدول الأخرى اقتصاديًّا وهي تعيش قلقًا مستمرًّا مما تشاهده في محيطها من حروب مقلقة وشبه مستمرة.. منذ عقود في المنطقة؟!
تغريدة:
قال الملياردير روكفلر: انهض كل صباح، وانتظر أن يحدث أمر رائع، وإن لم يحدث قبل وقت الغداء فأنا أجعله يحدث..؟!