د. ناهد باشطح
فاصلة:
(( أن يرى المرء ذاته يعني أن يكون بعيد النظر))
-حكمة صينية -
بدءا فإني أشكر سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود لحرصه تضمين الوفد الإعلامي المرافق لرحلته إلى الخليج فضلا عن زميلتنا الأستاذة سمية الجبرتي- كرئيسة التحرير الوحيدة في الصحف اليومية- نحن عضوات مجلس إدارة هيئة الصحافيين السعوديين وهو الأمر الذي يعد سابقة يمكن أن تدرج تحت بدايات تمكين المرأة السعودية في الإعلام لما تنطوي عليه هذه الخطوة من رسائل تعزز من صورة الصحافية السعودية في ذهنية المجتمع السعودي والخليجي ودورها المرتقب عبر مؤسسات المجتمع المدني.
ولعل معالي وزير الإعلام الدكتور عادل الطريفي بحسه المهني لم يكتف بتهنئتنا كعضوات في مجلس إدارة الهيئة بقدر ما أوكل إلينا مهمة أن نكون كصحافيات واجهة إعلامية لدور المرأة في الإعلام وهو الدور الذي نأمل توثيقه والإشارة إلى الرائدات اللواتي بدأن الخطوات الأولى الصعبة منذ الأربعينيات الميلادية.
في الزيارة التاريخية لخادم الحرمين الشريفين كانت الأجواء مفعمة بحفاوة بالغة من الجميع وفرح عارم باستقبال ملكنا
وسائل الإعلام الخليجية والسعودية رصدت المشاعر الجميلة التي عبرت عنها دول الخليج وشعوبها ورصدت الاحتفالات وفرحة قائدنا بالتواجد بين أهله المستبشرين خيرا بزيارته الميمونة.
لكن ثمة مشاعر جميلة عشناها ليس كوننا إعلاميين في الوفد الإعلامي إنما كسعوديين، فحين يرحب بك الناس في الفندق أو في الأماكن العامة ويدعون لمليكك بالخير، وحين يبتسم العامل البسيط في وجهك ويرحب لك وببلدك لأنك سعودي ،فهو لا يفعل ذلك لأنه أمام كاميرا التلفزيون بل لأن ما قام به ملكنا ملك العزم من إصلاحات داخلية ومواقف دولية حازمة تجاه أزمات البلدان المنكوبة طبيعيا أو بالحرب مثل سوريا واليمن عززت الصورة الذهنية للمملكة كأكبر دولة في منطقة الخليج بالإضافة إلى ثقلها السياسي في المنطقة ككل.
هذه الزيارة التاريخية لخادم الحرمين الشرفين والاهتمام الكبير بها من قبل وسائل الإعلام السعودية والخليجية نجحت في إرسال الرسالة الحقيقية لدور الخليج كمجلس متعاون متحد في تقرير المصير.. متوافق في الرؤى والتوجهات على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية.
والصور التي رصدتها كاميرات القنوات التلفزيونية لحفلات الاستقبال البهيجة ورقص الزعماء على انغام العرضة النجدية ووجوهم المبتسمة هي جزء من الصورة الذهنية التي شكلتها بنجاح وسائل الإعلام الخلبيجية لإرسال الرسالة الواضحة للعالم بأن شعب الخليج «عزم واحد».