سعد الدوسري
منذ زيارة المنطقة الشرقية، وحتى الجولة الخليجية، كان الملك سلمان يبدو في مزاج تسيطر عليه البهجة. ويبدو أنه نجح في نقل العدوى لكل من كانوا حوله، ولكل من كانوا يشاهدونه عن بُعد. وأكيد أنّ زملاءنا الأخصائيين النفسيين سيقولون بأنّ مثل هذه البهجة تحمل في داخلها طاقة إيجابية عالية جداً، مما يجعلها تنتقل للآخرين، كانتقال النار في الهشيم.
أنا لست من الكتّاب الاقتصاديين المختصين برصد أهمية المشاريع التي افتتحت، ولا أنا من الكتّاب السياسيين الذين يستشرفون المستقبل السياسي. أنا مهتم أكثر بالناس، بأفراحهم وأحزانهم. وأظن أنّ حالة الفرح التي جاءت بها زيارة المنطقة الشرقية والجولة الخليجية، كانت نتيجة حالة البهجة التي كان الملك يعيشها. قد يقول قائل، إنّ من الطبيعي أن يكون مبتهجاً لأنه يفتتح مشاريع كبرى في جزء مهم من أجزاء بلاده، ولأنه يزور بلدان أشقائه قادة دول الخليج. هذا صحيح، ولكن السؤال:
- لماذا كان الفرح طاغياً لهذه الدرجة؟!
إنّ الرقصات الشعبية التي رقصها الملك في كل المواقع التي زارها، وتشجيعه لكل الشعراء والفنانين الذين قدموا له عروضاً فنية، وتقبيله للأعلام، واحتضانه للأطفال، ولهفته لاغتنام كل حالة فرح تكون أمامه، ومبادلاتها فرحاً بفرح، قد تكون بفعل حاجة الجميع للفرح ولخلق حالة إخاء وحب ومودة، مقابل كل هذا الحزن والتشتت والتمزق العربي.