قبل أيام اختتمت في عاصمة الثقافة الرياض «مهرجان الشارع الثقافي»، خلال الفترة من 10 صفر 1438هـ وحتى 17 صفر 1438هـ، والذي قامت بتنظيمه أمانة منطقة الرياض، بتوجيه كريم من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، وذلك من منطلق مسؤولية الأمانة من الناحية الاجتماعية والثقافية والترفيهية، وهي بلا شك بادرة طيبة، وتعتبر الأولى من نوعها في المنطقة، حيث يقام هذا المهرجان في منطقة مفتوحة، بشارع الأمير محمد بن عبدالعزيز «التحلية» وهي من الأنشطة والبرامج التي تنظمها الأمانة ضمن روزنامة سنوية تعمل على تنفيذها.
وكان هذا المهرجان متزامناً مع اجازة المنتصف الدراسي، وهي حقيقة فرصة سانحة لأفراد المجتمع وزوار المدينة بالتعرف على أغلب الأنشطة والبرامج والتي يقدمها العديد من المتخصصين في عدة مجالات منها: الصحية، والتاريخية، والترفيهية، والتوعوية، والتعليمية، والفنية، والثقافية.
ومن الآثار الإيجابية في تنظيم هذا المهرجان:
أولاً: يعتبر متنفسا جميلا لساكني وزوار المدينة، وتغييراً عن الأنشطة والفعاليات السابقة في مضمونها وتنفيذها.
ثانياً: رسم صورة ممتازة حضارية ثقافية اجتماعية عن المدينة، وذلك بشكل مغاير عن المألوف.
ثالثاً: تساعد في تعزيز الروابط الاجتماعية والأسرية وغرس مفهوم الانتماء في نفوس المواطنين.
رابعاً: التعرف على تاريخ هذه الأمة، من خلال تجسيد لشخصيات تاريخية مثل جابر بن حيّان وابن الهيثم، وهذا بلا شك يرسخ في أبنائنا أهم الشخصيات الإسلامية وما قاموا به من أعمال جليلة في خدمة البشرية.
وأيضاً يساهم في زيادة الثقافة الصحية والإلمام بها، من خلال تواجد متخصصين في هذا المجال يقومون بشرح كيفية التعامل مع الحالات الطارئة، وهذا ما يزيد من الوعي الصحي لدى الأفراد والأسر.
بالإضافة إلى أنه توجد عربة مخصصة للكتب، للكبار والأطفال، وهذا ما سيسهم في غرس أهمية القراءة في نفوس الأطفال، وقضاء أوقاتهم فيما ينفعهم.
خامساً: مثل هذه المهرجانات تعتبر واجهة حضارية للمدينة، ووجهة سياحية في المستقبل، بالاضافة إلى أنها تعتبر محركا اقتصاديا إذ إنها تعمل على خلق فرص عمل من خلال الأنشطة والبرامج والفعاليات المصاحبة لها.
سادساً: مثل هذه المهرجانات لها إسهامات عديدة من الناحية الأمنية، لأنها تعمل على إشغال أوقات الشباب فيما ينفعهم، وتحد من استغلال عقول الشباب من قبل أعداء الوطن والدين. حيث تشير أغلب الدراسات إلى أن الجانب النفسي له علاقة كبيرة بينه وبين من يتبعون أصحاب الفكر الضال، فوجود مثل هذه المهرجانات أمر ضروري لمعالجة هذه القضية.
مستقبلاً أتمنى مشاركة الأسر المنتجة في مثل هذه المهرجانات، وأن يتم توجيه دعوة للشباب أصحاب عربات الأطعمة والمشروبات، حيث تعتبر هذه المهرجانات والفعاليات وسيلة دعم لهم، وبادرة تشجيعية، وإيجاد فرص عمل لهم، وتعمل على تهيئتهم في الدخول إلى سوق العمل واكتساب الخبرة.
كما أتمنى أن تقام المهرجانات مستقبلاً في شوارع أخرى من المدينة، ودراسة إقامتها في مناطق أخرى مثل الدرعية، العمارية، العيينة.