في أي مشروع أو تنظيم أو عمل ناجح فإن سر نجاحه بكل تأكيد هي المنظومة الإدارية. والحال تماماً في ظل حدوث الإخفاق أو الفشل ستكون يومها المنظومة الإدارية هي السبب الأول والاهم والرئيسي لهذا الإخفاق.
هذه حقيقة ثابتة تماماً. وغير خاضعة لأي اجتهاد أو تأويلات أو تفسيرات نسوق ذلك ونحن نستبشر الخير لوطننا ولشعبنا الكريم وبالأخص في هذه المرحلة الهامة والمفصلية والتي تستوجب تضافر وتكاتف الطاقات والجهود بما يحقق خير ونماء الوطن والمواطن.
إذ إن الرؤية الوطنية الإستراتيجية قد انطلقت على بركة الله تعالى والجهود والعطاءات والقدرات المادية والبشرية التي ستكون هي المحرك لتنفيذ هذه الرؤية، وبالتالي نجاحها وتحقق أهدافها تحتاج إلى منظومة إدارية قادرة ومتميزة تحتار بعناية فائقة جداً.
فمن غير المقبول أن توضع الخطط وتنطلق قافلة الرؤية وتكون المنظومة الإدارية دون المستوى المأمول والمطلوب. فهذا حتماً سيولد الكثير من الثغرات وقد يؤدي إلى الإخفاق لا قدر الله.
الرؤية ونجاحها أيضا حلم وهدف لكل مواطن سعودي.
والدولة سخرت الكثير لإنجاح الرؤية وقدمت لها الكثير أيضاً من الإمكانيات والتسهيلات والمطلوب إيجاد منظومة عمل إداري متمكن تشريعياً وبشرياً يتولى التخطيط والتقييم لعمل الرؤية. وإصدار التوجيهات في كل مرحلة من مراحل العمل. ويوصى بالاستمرار أو التصحيح أو الإلقاء أو التبديل لأي عمل في مراحل الأعمال والمسارات المتعددة وفقاً لمقتضيات كل مرحله من مراحل العمل الذي تقوم به كل الوزارات والجهات ذات العلاقة بالرؤية.
الطموح كبير والآمال بالتأكيد لا يوجد لها حدود والأماني والأمنيات يسعى الجميع لتحقيقها.
حلم التخلص من أن يكون الاقتصاد السعودي معتمداً فقط على النفط وبشكل كبير ورئيس بما يجعل اقتصادنا الوطني خاضع لتقلبات ومتغيرات السوق. هي الأمنية الأهم. هي أمنية صعبة التحقيق ولكنها غير مستحيلة.. والرؤية جعلت هذا المطلب جزءا هاما من أهدافها واستراتيجياتها المتعددة.
المملكة العربية السعودية وكما ذكر صاحب السمو المكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية وعراب وفارس الرؤية السعودية (إن المملكة تمتلك خيرات وثروات ومكتسبات كبيرة جداً). وهذه الخيرات تولد للمملكة ولشعبها الكثير من العوائد المالية. والتي تمكنها من تخفيض الاعتماد على النفط بشكل كبير.
الإدارة والعقلية الإدارية المتمكنة هي من تصنع المنجزات والمكتسبات الكبرى. وهي من توظف القدرات والإمكانيات وتنجح في صنع منظومة عمل متمكن وقادر على العمل الناجح. الإمكانيات متوفرة والطاقات أيضاً. وهنا ينطلق دور العقلية الإدارية التي تنجح في صهر كل هذه القدرات جميعاً وبالتالي تولد عمل وطني ناجح بامتياز.
هناك عدة تجارب دولية كانت ناجحة جداً أبرزها تجربة كوريا الجنوبية وسنغافورة وإمارة دبي وجمهورية تركيا وغيرها كثير. تحولت هذه البلدان إلى قوى اقتصادية كبرى رغم أنها كانت تصنف أنها ضعيفة القدرات ومحدودة الإمكانيات.
وبحمد الله وقوته فإن اقتصادنا السعودي قوي للغاية ومتماسك والطموح لدينا كسعوديين كبير جداً ونطمح إلى الأفضل كثيراً.
والإدارة المتمكنة والخبيرة هي بعد توفيق الله تعالى التي ستقود الرؤية السعودية إلى النجاح المأمول والمنتظر.