عبد الكريم الجاسر
بالنظر للواقع الفني للفريقين الهلال والنصر قبل اللقاء الذي سيجمعهما هذا الأسبوع نجد أن الفوارق الفنية كبيرة وكبيرة جداً وكلها تصب في مصلحة المتصدر فريق الهلال.. حيث ظهر إجمالاً كأفضل الفرق في الدوري وأكثرها تكاملاً أمام تساقط المنافسين واحداً بعد الآخر وجولة بعد أخرى ليبقى وحيداً في القمة رغم أن الفارق عن صاحب المركز الثاني لا يعد كبيراً ولا شاسعاً كونه لا يتجاوز نقطتين فقط لكنني أتحدث عن الفوارق الفنية الواضحة والإمكانات الفردية والأوضاع العامة.. وهذا ما يجعل الكفة في تصوري تميل لمصلحة الهلال بشكل قوي لتجاوز منافسه بكل سهولة كما تجاوز قبل ذلك الأهلي ثم الشباب.. فالنصر لا يختلف عنهما من حيث الواقع الفني والاختلاف الوحيد هو المنافسة الدائمة بين الفريقين كمتنافسين تقليديين.
الهلال يضم في صفوفه أفضل اللاعبين في المملكة وجميع المراكز تزخر باللاعبين الدوليين الحاليين أو السابقين أو حتى المرشحين لأخذ مكانة بارزة في المستقبل ولا يكاد مركز واحد يعاني من الضعف بالمعنى المفهوم ولذلك فهو المرشح للفوز متى لعب بإمكاناته وظهر بالمستوى المطلوب ونسي أو تناسى أنه يقابل المنافس التقليدي بل تعامل معه بواقعه الحالي الذي يعد متواضعاً بكل ما تحمله الكلمة من معنى وأعني بمقاييس القوة التي تقود للقب وتقدم فريقاً راسخاً في الملعب نتوقع فوزه في كل مباراة بغض النظر عن الخصم وهذا لا يحدث حالياً.. فالنصر يعاني كثيراً ومعظم لاعبيه بعيدين عن مستوياتهم المعروفة ونتائجه تعكس واقعه إن لم تكن أفضل لأن تواضع بقية الفرق سمح للنصر لتحسين مركزه وهذا التواضع بالمناسبة يشمل الجميع كنسبة وتناسب.. فالمتابع للقاء الأخير الذي جمع النصر بالشباب يصدم بالمستوى الهزيل للفريقين وهو يتذكر كيف كانت لقاءاتهما الممتعة والقوية والمنتظرة.. في الوقت الذي أصبحت فيه معظم مباريات الدوري تفتقد للكثير مما يجعلها تحظى بالمتابعة والاستمتاع.. ففي الوقت الحاضر بإمكانك أن تدير القناة على مباراة أخرى خارجية وغيرها ثم تعود فلا تفقد شيئاً سوى صراخ المعلقين، وهذا واقع يجب أن تعترف به ولا يدركه سوى من عاشوا القوة الحقيقية للدوري السعودي سابقاً.
باختصار أقول إذا لم يفز الهلال وبفارق ثلاثة أهداف على الأقل فإنه سيكون قد أخفق في الظهور بمستواه وإمكاناته وأن صدارته رغم تفوقه تظل محل شك.. لأن البطل هو من يتجاوز مبارياته القوية بقوة ويستمر في الصدارة مهما كان المنافسون، وهذا ما أتوقعه للهلال أمام النصر رغم المنافسة التقليدية بين الفريقين لكن الوضع الطبيعي يقول لا مجال للمقارنة بين الهلال والنصر فنياً حتى وإن تقاربت الأرقام بينهما نقطياً فالفارق شاسع جداً وصريح، وعلى الهلاليين تأكيد ذلك فعلياً على أرض الملعب، فعلى صعيد اللاعبين السعوديين الهلال الأفضل وعلى صعيد الأجانب لا توجد أي مقارنة لا من حيث الكيف ولا النوعية ولا ننسى الفعلية التي يدخل بها الهلاليون اللقاءات تختلف عنها لدى النصر، فالهلال يريد اللقب ويلعب له ويسعى لحسم أي مواجهة من البداية عبر السيطرة المطلقة والضغط على الخصم في حين لا يملك النصر شيئا من ذلك وظهر يعاني كثيراً في مبارياته الماضية لكنه أمام الهلال لن يظهر كما كان سابقاً وهذا طبيعي لكن الفوارق التي أتحدث عنها موجودة حين يقدم النصر أفضل مستوياته..!
تبدو الوجهة غامضة في انتخابات اتحاد الكرة المقبلة على الأقل بالنسبة للإعلام.. حيث لا يمكن التنبؤ بمدى المنافسة المنتظرة بين المترشحين والسبب أن الأندية المعنية بالتصويت ربما هي الأخرى لا زالت حائرة!
ملف التحكيم السعودي يحتاج صفحة خاصة لوحده في برامج المترشحين ليس للعمل على عدم وجود أخطاء وإنما للتقليل منها ما أمكن عبر استخدام نفس الطرق التي تعمل عليها الدول المتقدمة في هذا المجال وهي استخدام الكفاءات والتقنية وبرامج التطوير والصرف المادي على ذلك.
الحكم السعودي حائر بين القانون الذي يعمل على تطبيقه وفق ما يتلقاه من هاورد ويب ويراه في دول العالم وبين ما يراه ويقوله بعض المحللين المحليين الذين يعملون بالتنسيق والترتيب مع بعض على الآراء، ولذلك شاهدنا الفارق الكبير بين تحليل الكويتي سعد كحيل في القناة الناقلة (سابقاً) وتحليل المختصين.
محاولات دؤوبة لجعل الهلال نادي الرأي الواحد والفكر الواحد والنظرة الواحدة.. والويل لمن يخالف ذلك.. ولأن الهلال ناد مفتوح وقوته وزعامته جاءت من هذه الميزة الكبيرة فإن محاولات الشور شورك يا يبه والرأي رأيك يا يبه لن تنجح مطلقاً.. وخصوصاً مع من أثبتت التجارب عدم نجاحها معهم سابقاً!
موضوع الخصخصة موضوع مهم ورئيس يحتاج قيام الأندية نفسها بالاستعداد له وتهيئة أجواءها وأوضاعها الإدارية لذلك.. وأعني هنا أعضاء الشرف المؤثرين الذين بيدهم تحديد مستقبل النادي ووجهته المقبلة.. حيث لم يتحرك بعضها وخصوصاً الهلال للترتيب مبكراً لذلك.. فأين اجتماعات أعضاء الشرف وبحث الكيفية التي سيتم بها انتقال ملكية النادي للملاك الجدد لأن الوضع يتطلب سرعة العمل على تحويل النادي سريعاً لمؤسسة رياضية جديدة.