إبراهيم السماعيل
عندما تختفي الطائرات الروسية من سماء شرق حلب وتصمت أصوات المدافع فيها، وذلك بعد أكبر حملة عسكرية روسية غير مسبوقة بعد حصارٍ استمر لأشهر عديدة فرضه وتحكّم به الروس سيخرج علينا جرذان المحور الفارسي الطائفي ليتغنوا بالانتصار ولينسبوه لأنفسهم كعادتهم في الكذب والتدليس والدجل، مع أن سقوط حلب لا يعني إطلاقاً نهاية ثورة الشعب السوري، حيث إن هذه الثورة مازالت مستمرة في كل سوريا من درعه جنوباً حتى حدود تركيا شمالاً بما فيها اللاذقية معقل عصابة الأسد الطائفية، فأرياف المدن الكبرى أغلبها في يد الثوار، وسوريا لن تعود كما كانت قبل الثورة أبداً، سوريا الأسد إلى الأبد انتهت إلى أبد الآبدين بعد قيام هذه الثورة المباركة على الرغم من كل خسائرها وعثراتها.
الكل يعلم أنه قبل التدخل الروسي بضوء أخضر من القوة الأعظم في العالم ومن إسرائيل كانت هذه الجرذان الطائفية على مقربةٍ من هزيمةٍ نكراء على الرغم من كثرة أعدادهم وعتادهم ومقدار حقدهم وتآمر العالم معهم وإشراك الإرهاب السني لدعمهم.
إن سقوط شرق حلب على يد الروس وحدهم وبجهودهم فقط هو دليل آخر على حجم التآمر الدولي على ثورة الشعب السوري.
إن الانتصار الذي سوف يتبجح به جرذان محور الحقد والغدر الفارسي الشيعي هو انتصار روسي بغطاء أميركي إسرائيلي واضح، وهو بالتأكيد هزيمةً لمحور الغدر هذا قبل غيره حيث إن اليد العليا في سوريا الآن أصبحت للروس وليس للفرس ولسوف يكتشف الفرس وأذنابهم من الأقليات الطائفية وعصابات الأسد هذه الحقيقة في الأيام والأشهر القليلة القادمة فقد أصبح الأسد وكل عصاباته الطائفية وجمهوره الطائفي واجهة أو وكيل محلي للروس بعد أن كان واجهةً ووكيلاً للفرس، وقد سقطت فعلياً عصابة الأسد منذ منتصف العام 2012، وعندما تزول السَكرة وتأتي الفَكرة سوف يفيق من بقي من السوريين وبالأخص الموالون لعصابة الأسد على هول وحجم الفاجعة والكارثة التي أوقعتهم فيها هذه العصابة الفاجرة، وأنهم باتوا غرباء في بلادهم ليس لهم من السيادة إلا قشورها وبعض مظاهرها، وأن الكلمة الفصل أصبحت بيد الغرباء من فرس وعصابات شيعية لبنانية وعراقية تحت قيادةً روسية، وعندها فقط سوف تسقط كل الأكاذيب التي روجها المحور الفارسي وعصابة الأسد والروس عن أكذوبة محاربة الإرهاب ويدخل حينها الشعب السوري حرباً جديدة قد تستمر لسنوات لاستعادة بلاده وكرامته وحريته من هؤلاء الغرباء ولإسقاط هذه العصابة الطائفية التي تسببت بكل هذا الدمار وهذا الإجرام والخيانة وسلمت سوريا إلى هؤلاء الغرباء، وحاولت إبدال الشعب السوري بهذا الخليط من شيعة العالم ليكوّنوا الشعب السوري الجديد الذي تريده إيران والغرب من ورائها.
لكن كل هذا الإجرام لن يجدي نفعاً في نهاية الأمر، فلن يستطيع هذا الخليط العجيب من شيعة العالم عرباً وعجماً وأفغان وباكستانيين الحلول محل الشعب السوري الأصلي موالين وثواراً والذي سوف يبدأ حرباً شعواء لا هوادة فيها لطردهم واستعادة أرضه منهم، وعندها فقط سوف يبدأ مشروع الفرس الطائفي في عموم المنطقة وليس في سوريا فقط بالانهيار؛ حيث سوف يطالب العراقيون واليمنيون واللبنانيون نفس مطالب الشعب السوري، وسوف يكتشف الغرب الداعم لهذا المشروع التخريبي المدمر أن تكلفة دعمه أصبحت أكبر بكثير من تركه ينهار وأنه لن يحقق لهم مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي يحلمون به.
وعليه، فإن سقوط حلب قد يكون بدايةً لتحرير سوريا كلها (ومن بعدها كل مناطق النفوذ الفارسي) من العملاء والغرباء فرساً وشيعة ومن المتطرفين السنة الذين ساهموا مع الفرس وأذنابهم من الأقليات الطائفية مساهمةً فعالة في الوصول بسوريا وثورتها وشعبها بكل طوائفه إلى هذا الواقع المفجع.
قد يرى البعض أن هذا ليس أكثر من تمنيات لا تسندها أدلة وحقائق على الأرض لكن التاريخ يعج بالأدلة والحقائق التي تسند هذا الرأي، وأنا أعتقد جازماً أن هذا الخليط من الأقليات الطائفية التي لا يجمعها سوى استرزاقها (من مرتزقة) وانتهازيتِها لن يستطيع خلق إسرائيلات (جمع إسرائيل) أخرى في المنطقة.