م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1. عَرَّف علماء السلوك الإنساني المحفزات بأنها ما يجذب انتباهنا ويستثير حواسنا ويعيد صياغة أفكارنا وتوجيه أفعالنا.. وهي تأتي بأشكال وصيغ ووسائط عديدة.. بواسطة أشخاص أو نتيجة أحداث أو ردات فعل لمواقف تخلق أطراً نعدِّل من خلالها زاوية الرؤية لما حولنا ونظرتنا إلى حياتنا وواقعنا.
2. المحفزات قد تكون سعيدة أو حزينة.. مُشجِّعة أو محبطة.. إيجابية أو سلبية.. وبالتالي يتوجه مؤشر التحفيز إما إلى أعلى دافعاً إلى المزيد من العمل أو إلى الأسفل مثبطاً نحو ترك العمل.. فهي إما محفز إيجابي دافع أو محفز سلبي مُحْبِط.
3. المحفزات قد تأتي من بيئات خارجية.. كالأشخاص، والأحداث، والواقع المعاش، والبيئة المحيطة.. وقد تصدر عن الذات.. أما المحفزات التي تأتي من الخارج فمقدار تحكمنا بها محدود للغاية.. من هنا تبرز أهمية المحفزات التي تصدر من الداخل.. فهي التي تحول المحفزات أو المثبطات الخارجية إلى وقود يشعل النفس فيحركها أو وقود تشتعل بها النفس فتحترق.
4. يستخدم غالبية الناس الظروف الخارجية كعذر أكثر من استخدامها كمحفز.. لهذا فالناجحون أقل كثيراً من الفاشلين.. فالظروف الخارجية تبشر الفاشلين مسبقاً بالفشل.. وتبرر لماذا يجب أن ينسحب.. فتُحَوِّل العجز في ذهن الشخص إلى حكمة اسمها «التروي».. وتُظْهر عدم الإقدام على أنه «الحذر».. والكسل بأنه «العمل بذكاء وليس بجهد».. والانتظار بأنك «ذئب لا تهرول عبثاً».
5. علماء السلوك الإنساني يذكرون أن هناك مبطلات للمحفزات الداخلية منها أنك إذا فهمت فهذا لا يعني أنك ستعمل.. فالمحفز إذا لم يصاحبه أداء فلا معنى له ولا قيمة.. قد يكون حافز الفهم مُشْعلاً للهمة وقد يكون مُثبِّطاً.. ويضيفون أموراً أخرى مبطلة لأي تحفيز مثل: مقارنة نفسك بمن هم أقل منك.. أو أن أمامك الكثير من الوقت.. أو أنك تنتظر المنقذ الذي سوف يأتي ويأخذك حيث تريد دون جهد أو عناء.
6. الباحثون أيضاً يقسمون المحفزات إلى: مُباشِرة وضِمْنِية.. المباشرة هي التي تؤثر فينا فوراً فتصدر ردود أفعالنا فوراً.. أما الضمنية فهي ذات تأثر تراكمي تؤدي إلى عمل مُخَطَّط ومقصود.. ويقولون أيضاً إن هناك محفزات واعية وأخرى غير واعية.. لكن الأكيد وما اتفق عليه الجميع أن المحفز هو الفتيل الذي يفجر الطاقات.