خالد بن حمد المالك
كانت أياماً مزهرة، اختلطت فيها كل مشاعر الفرح، ولوحت خلالها كل الأيادي بابتهاج، بينما كانت أعين الرجال والنساء، الصغار والكبار متسمرة أمام هذه المشاهد الجميلة، وظلت قلوب الناس تخفق حباً وولاءً للضيف الكبير، في ظاهرة لم تشاهد الجماهير ما يماثلها في ظرف كهذا الذي تمر به المنطقة.
* *
كانت الابتسامات، والرقصات، والعناقات، والروح التي سادت هذه اللقاءات، جانب من مشاهد أكثر، ومحبة أعمق، وتذكير بتاريخ بهي، ربط هذه الدول فيما بينها بطوق من الأخوة والمحبة والتعاون، بل إن ما رأيناه وعلى مدى أسبوع كامل كان درساً في الوفاء، ومشهداً ينمُّ عن أصالتنا في التمسك بأهداف التزمنا بها أباً عن جد.
* *
قضى سلمان أسبوعاً كاملاً متنقلاً بين أربع دول خليجية، ينثر حبه في كل بقعة زارها، ودعمه لكل أرض حل بها، ويوجه تحيته لكل مواطني الخليج الذين أسعدتهم زيارة خادم الحرمين الشريفين لهم، وكان الملك سلمان في زيارته مصدر إلهام الناس وثقتهم بأن دولنا الخليجية بقيادة الملك ستبقى عصية على أعدائها.
* *
أمضى أيامه بين دولة الإمارات ودولة قطر ومملكة البحرين ودولة الكويت محاطاً بحب الناس، مشمولاً بعواطفهم، متفاعلين مع كل قول أو فعل صدر منه، مرددين بأصوات عالية وحركات لم يصاحبها الهدوء أو السكون عن عمق محبتهم للضيف الكبير، وسعادتهم بأن لبى الدعوة لزيارة ديارهم.
* *
ما أجملها من زيارة، بصورها ومناسباتها، وجوانبها الإنسانية، وهي غير ما كان عن تعميق التفاهم على الجوانب الاقتصادية والأمنية والسياسية، فهذا سلمان بن عبدالعزيز الذي يُصغى لرأيه، ويُستجاب لمقترحه، ويتم التجاوب مع ما يراه، تقديراً وثقة من إخوانه أصحاب الجلالة والسمو في حكمته وبعد نظره وحرصه على مصلحة كل دولة عربية خليجية كما هو حريص على المملكة العربية السعودية.
* *
لقد تحولت محطات التلفزة والإذاعات والصحف في كل دولة زارها إلى وسائل إعلامية لا تتحدث إلا عن سلمان بن عبدالعزيز، بقيادته الحكيمة، وأبوته، وإنسانيته، وتاريخه الطويل في خدمة أمته، وازدانت الشوارع والميادين بكل ما يظهر هذا الفرح في زيارة سلمان بن عبدالعزيز لهم، ووضعت برامج للزيارات بعناية غير عادية حتى تكون بحجم وأهمية ضيفها الكبير.
* *
لا أريد أن أتحدث عن نتائج الزيارات، وما أسفرت عنها من دعم للعلاقات الثنائية، فقد أغنتني وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة عن أي إضافة، أو مزيد من القول عن هذا الجانب، لكني في هذه الكلمة أحاول أن أقترب من استيعاب ما نقلته لنا هذه المشاهد من صور جميلة ومن معان غير عادية، ومن استشراف للمستقبل المفرح لنا ولدولنا كما رأيناه في وجه سلمان المبتسم الواثق بأننا نسير بخطى واثقة نحو الأفضل.