مها محمد الشريف
سيأتي يوم تتوحد فيه الأهداف والغايات وأن اختلفت النوايا والآمال والوسائل، وأبلغ ما قيل عن هذا التوافق الجمع بين التفكير والوعي في واقع تتوسطه فترة زمنية غير مستقرة أحداثها، تتفاوت فيها حاجات طوائف وطبقات ومذاهب المجتمع الواحد، فكل شىء يخبر أن الاختلاف المتصاعد في الساحة الاجتماعية يكوّن قوى تتجاوز الحدود وخاصة بين أبناء البلد الواحد.
إن استهداف الكنيسة البطرسية في وسط القاهرة، أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى. وفي هذا الإطار قال مستشار الرئيس المصري للشؤون الدينية الشيخ أسامة الأزهري: «إن التفجير بالكنيسة البطرسية الملحقة بالكاتدرائية» طعنة غادرة للوطن كله بمسلميه ومسيحييه، والعزاء لشعب مصر كله، والقضاء على الإرهاب مهمتنا جميعا».
كما ندد الأزهر، في بيان، على أن «استهداف دور العبادة وقتل الأبرياء أعمال إجرامية تخالف تعاليم الدين الإسلامي وكل الأديان الذي دعا إلى حماية دور العبادة واحترامها والدفاع عنها».
فالأثر السلمي هو ما يحدد بنية الاختلاف ومنطقيته ومعاييره، حتى تتم استعادة النسيج الاجتماعي القديم بعيداً عن .متغيرات العصر الثائرة. هناك حالة تتحدث الناس فيها عن تمكين جماعة أو كيان غير معروف يريد نشرالفتنة بين طوائف دينية، ومواجهة غير عقلانية، وفكر عاجز ينوي خلط نظام سياسي بوسائل خارجة عن القانون. لهذا السبب لا بد أن تتوحد الجهود والقلوب على الحب والتآخي، والبعد عن خرافة مضللة ورغبات هزيلة يسقطها المتآمرون على استقرار وأمن دولة، والانقياد وأثره على سلامة المجتمعات والدول.
يتضح مما أتينا على ذكره أن هناك دوافع دخيلة تريد شراً بالمجتمع المصري وتعبث بالشأن الداخلي، يسعون إلى معنى لا يفهمه الشارع، ولا يمكن استيعاب أبعاده . إذن، على الجميع اجتثاث هذه البؤر الإرهابية والتعايش المعهود، قبل أن يأتي يوم تحتجب الناس عن النور خوفاً منه وتغادر إلى أسوار الظلام لئلا تراها عيون الأعداء، ابحثوا عن المحرض للإرهاب، بل ابحثوا عن العقل المدبر لإشعال فتن الطائفية، قبل أن تُسلط الأضواء الكاشفة على الفراغات المظلمة.
هكذا يتكلم المذعور الذي يخشى على بلاده وأمته من براثن الإرهاب، احذروا أن يتسلط عليكم المحتال بإيمان جديد وأوهام تشحذ الخيال بالأساطير - الأوهام التي شردت شعوب - وألبستهم الذل والفقر والعوز لكي تجمعهم في ملجأ كبير اسمه عالم لا يرحم، كل ما يقوم به محاولات غير ناجحة. و لكم في سورية والعراق أمثلة حية.