ماجدة السويِّح
من المفارقات العجيبة أن التاريخ سيشهد في نهاية 2016 لإسرائيل المعروفة بعنجهيتها وعدوانها المتكرر على الأبرياء الفلسطينيين بأنها صدحت بكلمة حق تجاه المجازر اليومية من قبل نظام «الجحش» السوري وجيشه المطعم بالمرتزقة من كل مكان.. في جلسة الأمم المتحدة الأخيرة وجه المندوب الإسرائيلي إهانة باللغة العربية ضد النظام السوري ووحشيته في إبادة شعبه بالبراميل المتفجرة.
حينما ينطق العدو الإسرائيلي ويتلو على أسماعنا جهوده في إنقاذ المصابين السوريين،بعد القصف الوحشي وجرائم الإبادة اليومية دون رحمة أو إحساس بالإنسانية تجاه الأطفال والنساء والشيوخ. حينها يكبر السؤال في عقلك ووجدانك هل العدو أرحم من النظام المتوحش؟!
فقد صمت دهرا ونطق حقا في توصيف معاناة الشعب السوري من جلاده وزبانيته، فالكل في نظر النظام المتوحش يتساوى في الإبادة، حتى وإن لم يحملوا السلاح.
حلب والنداء الأخير.. سيطرت على المشهد الإعلامي في كل الشبكات الاجتماعية هذا الأسبوع خصوصا الاثنين الماضي، حيث توالت رسائل الوداع والنداء الأخير من قبل الأهالي في شرق حلب أملا في أن يصل صوتهم للعالم عبر تويتر والفيس بوك، قبل أن يقطع النظام السوري والميليشيات المتعاونة معه الاتصالات، وينهوا آخر أمل في إيصال الصورة كاملة عن الكارثة الإنسانية التي تعصف بهم منذ أيام، وأهلكت الحرث والنسل.
ما أصعب أن تكون في موقف المتفرج على حالة الانهيار الأخلاقي والإنساني، وأن تشهد الدمار والخراب تجاه شعب أعزل مستضعف من قبل طاغية الشام وأعوانه الشياطين من كل مكان... العالم عاش لحظات متفرقة من الخوف والرعب والموت، وإعادة الحياة من تحت الأنقاض على الهواء مباشرة، فقد شهدنا الموت والحياة من خلف الأجهزة الذكية..
شعور العجز والقهر لا شك أنه تملك من شهد ليلة الثلاثاء الدامية في إبادة من تبقى من الأهالي في شرق حلب.. النداءات من الأطفال قبل الكبار لم تغادر أسماعنا وقلوبنا، صرخاتهم يتردد صداها وأثرها لإيصال صوتهم للمنظمات العالمية،للتحرك وإنهاء المجازر بحق العزل، وتوفير ممر آمن للعبور..
وأخيراً... جهودنا الفردية هي جهود المقل في سبيل إنهاء المعاناة الإنسانية من خلال شبكات التواصل الاجتماعي، وإيصال أصواتهم المغلوبة بكل اللغات، لعل وعسى أن تحظى بالتفاعل والتأثير لإنهاء المجازر اليومية. فلا نملك سوى الدعاء لهم، وطلب الأمن والأمان من رب رحيم هو أقدر وأقوى من كل جبار عنيد.