سعد الدوسري
لفتَ الحفلُ المقام في دار الأوبرا الكويتية، بمناسبة زيارة الملك سلمان، أنظار الخليجيين كافة، بنفس القدر الذي لفتته الحفلات الفنية والشعبية التي استقبلته في كل العواصم الخليجية الأخرى، وربما كان فرح المشاركين في تلك العروض أكبر من فرح الحضور أنفسهم، لسبب أشرت إليه في الزاوية الأولى، وهو توق الجميع للجلوس معاً، تحت سماء واحدة، والتعبير عن مشاعرهم بشكل مباشر، ودون حواجز.
إن الحفلات الترفيهية الفنية التي يحضرها السعوديون في الإمارات والبحرين وقطر والكويت، لا تحمل في محتواها وفي شكلها، ما يتعارض مع قناعات أحد، لكنها لم تجد طريقها حتى الآن إلى الرياض أو جدة أو الدمام أو أبها، أو إلى بقية المناطق التي عرفت بمهرجاناتها السنوية. ولعل إحياء هذه الفرق أو فرق مشابهة لها، مثل هذه الحفلات في تلك المهرجانات المتناثرة في مدن المملكة، سيسعد مرتاديها، وسيقدم لهم ألواناً من الفنون الشعبية المتجذرة في تراثهم الخليجي.
من جهة أخرى، يستغرب كل المتابعين للشأن الفني، ظهور رموز الفن السعودي على خشبات مسارح كل دول الخليج، باستثناء مسارح المملكة. وسيكون على السعوديين السفر للخارج، جواً أو براً، وعبور كل نقاط التفتيش، وتحمل كل نفقات الإقامة، لمشاهدة فنانهم. ولو أن الأمر كان بعكس ذلك، لكانت مثل هذه الحفلات جزءًا من برامج الترفيه التي يتاح لمن يرغب في حضورها الاستمتاع بها.