ميسون أبو بكر
مع كل سنة يتم فيها توزيع جوائز مؤسسة الملك خالد الخيرية برعاية ملكية كريمة من قِبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله -، تعود بنا الذاكرة لملك أخذ من اسمه نصيباً في ذاكرتنا وقلوبنا، وترعرعت على يديه الأجيال التي تقود عجلة التنمية، في وطن ومجتمع يستمد قوّته من تكاتفه الأُسري والتفافه حول قيادته وولاة أمره، الملك الخالد في ذاكرتنا خالد بن عبد العزيز- رحمه الله - سيرة عظيمة ومبجلة يصعب حصرها في مقال صحفي مهما طال، مثل سير كل عظماء الكون ، تمتد سيرته - رحمه الله - في كل مجالات سامية وإنسانية جعلت من الصعب نسيانه، ومن الصعب الكتابة عنه باختصار فهو الاسم الخالد العصي على الاختصار .
من فضل الله على هذه البلاد أن منحها أُسرة حاكمة نبيلة منذ عهد المؤسِّس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن - رحمه الله -، ومن بعده أبناؤه الكرام الذين ورثوا منه التواضع والحكمة والكرم، حتى سكنوا قلوب شعبهم وبادلوهم الوفاء بقلب صادق، ترك الملك خالد سيرة خالدة وتاريخاً ناصع البياض، مطرزاً بالكرم والعطاء وعمل الخير الذي بقى حتى بعد رحيله - رحمه الله - ، وما مؤسسة الملك خالد وأنشطتها ذات البُعد الإنساني الحقيقي، سوى دليل على بقاء اسمه الخالد وأعماله التي جعلت منه ملكاً عربياً يُعدّ عندما يُعد ملوك العرب الذين خلدوا أسماءهم بإنسانيتهم المتناهية.
وتظل ذكرى وسيرة الملك خالد - رحمه الله - حاضرة في نجله فيصل بن خالد الذي يسير على خطاه ومبادئه وإنسانيته وتواضعه وحبه الخير لدينه ومجتمعه ، فيصل بن خالد أضاف لمؤسسة الملك خالد بعداً استراتيجياً في مفهوم وعمل المشاريع الخيرية ، فكر وثقافة في العمل الخيري تطرح لأول مرة ليس في السعودية فحسب بل في العالم أجمع ، إنّ تكريم المبتكرين كشركاء للتنمية، إنما هو بُعد استراتيجي وإنساني يمنح العمل الخيري بعداً مغايراً ومسافة جديدة، جعلتنا نتفاءل في وجود مؤسسة قادرة على تغيير الكثير، وقلب المعادلات لصالح الوطن والمجتمع بكل احترافية وخبرة وحكمة، كعادة فيصل بن خالد في جميع أموره بدءاً من أصغر الأمور وانتهاءً بأكبرها، حيث إنه رجل دولة من طراز رفيع لا يرضى إلا بالنجاح في كل رهان يقترن باسمه.
إنّ نجاحات مؤسسة الملك خالد وقيادتها لفكر واستراتيجيات العمل الخيري بطرح وأداء جديد، يؤكد ريادتها في مجالها كون المبدعين الذين يقودونها يهمهم أن لا يمروا مرور الكرام ويريدون أن يسجلوا أسماءهم بماء الذهب، عندما يكتب تاريخ الوطن والإنسان والشباب بالذات الذين تعول البلاد عليهم، كما تقول سمو الأميرة البندري بنت عبد الرحمن الفيصل المديرة العامة لمؤسسة الملك خالد الخيرية ؛ بأن المؤسسة لم تنس فئة الشباب من المواطنين وما لها من دور حيوي في بناء المجتمع.
حفل مؤسسة الملك خالد الذي شرفه خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - قبل أيام، من خلال أصداء نجاحه، يثبت أنّ الأمير فيصل بن خالد يعرف معادلة النجاح ولا يرضى بغيرها، إذ يختصر كل ما يمكننا قوله بما رواه عن الملك عبد العزيز في كلمته المميزة، بأنه قال «الإنسان يقوم على ثلاث فضائل: الدين والمروءة والشرف، وإذا ذهبت واحدة من هذه سلبته معنى الإنسانية»، هكذا يحقق الفرسان مجدهم في الحياة ، عبد العزيز بن عبد الرحمن - رحمه الله - ملك عظيم ومتفرد ترك تاريخاً لأبنائه وأحفاده، يستمدون منه تكملة مسيرته في بناء مملكة الإنسانية الأولى في عصرنا الحديث.