محمد المنيف
تعددت قروبات أو مجاميع التشكيليين التي منحها (الواتس) فرصة (للتشكُّل)، شأنها شأن بقية المناشط الاجتماعية أو الثقافية والأدبية، وهي مبادرة - لا شك - جميلة، كما كان ظاهرها، أو كما يوحي بعضها؛ كونها تجمع الشمل، إلا أن بعضها - للأسف - كان يخفي الكثير من الأهداف المغرية والمغلفة بطعم ونكهة تبادل الآراء، وطرح القضايا الهادفة لما فيه مصلحة الفن والفنانين، وخصوصًا من تم ضمهم إلى تلك (البعض من القروبات)، إما برغبتهم أو قسرًا دون استشارتهم، إلا أن تلك القروبات تحوّلت إلى ساحة للخلافات والاختلافات كما شوهد وقُرئ و(حُفظ أيضًا)، تكشف استغلال من قُبلت استضافتهم؛ ليصبحوا في دائرة الحرج أمام ما يُكتب ويُثار ويدعو إليه بعض بتلك القروبات من شق صف الساحة التشكيلية بالشتائم وباتهامات للآخرين، ومحاولة تهييج من معهم في (القروب) ضد كل فعل أو نشاط لغيره.. ولدينا ما يوثق الكثير مما جرى في تلك المحادثات، تتضمن أسماء من أُسيء إليهم، مع ما يعيشه من في بعض تلك (القروبات) من انقسامات؛ فمنهم الصامتون، ومنهم المجاملون، ومنهم مع الخيل في أي اتجاه، يوجههم إليه من يقودهم، غالبيتهم من تشكيليات، تشوهت قلوبهن الرقيقة وعقولهن النظيفة بتصديقهن أكاذيب وترهات دون علم أو اتباع لقول الله تعالي {يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قومًا بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين}. وأصبحوا بما يسمعون أبواقًا تتناقل ما صدقوه؛ لتنشر في حساباتهم ومواقعهم وصفحاتهم؛ فلا هم حققوا شيئًا من سماع هذا النعيق، ولا هم تفرغوا لفنهم وأثروا الساحة، وإنما أضاعوا صيدهم في عجاج (الواتس ساب) أو (السنابات).
هؤلاء البعض يعرفهم الكثير، وأصبحوا سبيلاً للتحريض، وتشتيت شمل الساحة، وتفريق الجمع، وتشويه الفن الذي تسعى الدولة للأخذ به إلى العالمية، وجعله - كما هي مهمته - صورة مشرقة لحضارة الوطن. وشكرًا لكبار الفنانين الذين احترموا قاماتهم، وابتعدوا عن هذه الأجواء.