فيصل خالد الخديدي
يعيش الفنان التشكيلي في مسيرة حياته الفنية مراحل تباين يتوهج فيها اللون تارة وأخرى يخبو، ويظهر منجزه الفني أحياناً وينصهر في أعباء الحياة والعمل والمهام الإدارية والحضور الإعلامي أحياناً أخرى، ولكن لون التشكيلي سمير الدهام كان ولا يزال حاضراً وبنفس الوهج والاتقاد في مسيرة حياته الفنية التي امتدت قرابة الخمسين عام في تطور وتنامٍ حتى مرحلة النضج والاكتفاء, لأن اللون عند الدهام إشراقة ورسالة حياة لا تعيقها السنين ولا البعد عن الأوطان، فما زال الفن بالنسبة له حياة واللون نبضها ولو كان إبداعه من مكان قصي وفي أحلك الظروف فلم تزده السنين إلا إصراراً ولم تضف له العقبات إلا إبداعاً، التشكيلي سمير الدهام قدم في مسيرته الفنية الكثير والعديد من الأدوار التشكيلية العامة والمهمة سواء على مستوى منجزه الفني الشخصي في أعماله أو على مستوى الصحافة الفنية التي ترأس فيها أكثر من صفحة فنية ومجلة تشكيلية، أو حتى على المستوى العمل الإداري في المجال التشكيلي بين جمعية الثقافة والفنون ووكالة الشئون الثقافية بوزارة الثقافة والإعلام السعودية وصولاً إلى ما قدمه من أدوار مهمة في تأسيس الجمعية السعودية للفنون التشكيلية (جسفت)، هذا بالإضافة إلى كثير من الجهود لخدمة ذاته أو بقية الفنانين في الأسابيع الثقافية والمعارض الدولية وحتى المباني الحكومية والمشروعات الفنية كان فن الدهام حاضراً فيها بصفته الشخصية والرسمية.
أما المنجز الفني لدى الدهام فقد بدأ تعلقه بالفن واللون والبيئة وعناصرها من الصغر وصقل موهبته بالتلمذة على يد قامتين فنية ظل وفياً لهم في فنه ولونه، وهما الفنانان محمد السليم -رحمه الله- وعلي الرزيزاء اللذان تبنيا موهبته من مراحل مبكرة حتى قدم أعماله في معرض جماعي بين أساتذته، وهو ما دعم موهبته وزادها حماساً, اللون عند الفنان سمير الدهام حي غني متنوع كما الحياة زاخرة بالتنوع والتباين والإشراق، وأعماله ذات بنائية متماسكة ومتراصفة وموضوعاته من البيئة والحياة المعاشة بين حرف وأزياء وأناس وزخارف وطبيعة, فأعماله ممتلئة بالعناصر وألوانه منتشية بالحياة ترتكز عناصره في منتصف العمل وتنطلق وتتلاشى في إشراقة اللون أطراف العمل.