د.خالد بن صالح المنيف
للتوقف عن العادة الأسوأ (عادة الإشفاق على الذات) وما يرافقها من حفلة باذخة لتعطيل الحياة وتقصير العمر (حفلة رثاء النفس) دونك خطوات عملية تخلصك منها، وتجعلك في حال أفضل، وعيش أهنا:
1 - تأكد أن أجمل وصف توصف به بعد كونك مسلمًا موحدًا أن توصف بأنك إيجابي! والإيجابي لا يذرف دمع الهزيمة، ولا يستجلب العطف، ولا يرفع الراية البيضاء، بل يبادر ويتحرك ويعمل.. فإن زارك ما تكره، وحل بفنائك ما يسوء فتأمل.. فإن كنت تقدر على تغييره فعار وسلبية ألا تتحرك، وإن كان أكبر من قدرتك وفوق ما تطيق فلا حل إلا الرضا، وقبول الأمر الواقع! ركز دائمًا يا بطل على ما يمكنك فعله، وتجنب ما لا حيلة لك على تغييره!
2 - عوِّد نفسك على مهارة الامتنان، وهي مهارة فن الشكر لما تملك؛ فكل ما تملك هو هبة من الله، ومنحة من العزيز! اشكر من يستحق الشكر، ولله الشكر أولاً وآخرًا؛ فالامتنان يمدك بالطاقة الإيجابية.. فقط استحضر ما حصلت عليه بسهولة، وتخيل فقده! تغيرات كبيرة ستحصل - والله - في حياتك! وقد أكد الباحثون أن تلك المهارة لا تحسِّن فقط من صحتك النفسية بل من صحتك الجسدية كذلك!
3 - أَسكت صوتك الداخلي المثبط، وكُف عن الشكوى بكون الحياة غير عادلة؛ فما هو غير عادل هو تفكيرك! فالناجحون نجحوا ليس لأن حظهم أفضل؛ بل لأنهم كافحوا واجتهدوا.. وصدقني، إن بمجرد التوقف عن سكب الدموع، والتحرك قدمًا، والهروب للأمام.. سيعلن بعدها نادي الناجحين انضمام عضو جديد له!
4 - لا تشخصن الأحداث يا عاقل؛ فثمة تصرفات من الغير لا تنظر إليها كأنك المقصود أو الشخص المستهدف. تحرر من عقلية الشخصنة؛ فالأحداث محايدة، والنتائج تعتمد على طبيعة استجابتك لها!
5 - أنصت لمن يحبك، وخذ بملاحظاتهم؛ فلن تتحسن حياتك ولن تتقدم إلى الأمام خطوة إلا بسماع نصائح من يحبك!
6 - إن استطعت فزر المستشفيات والمصحات والسجون؛ حتى تثمن ما أنت عليه من نعمة وعافية.. لو كنت تتألم وتذكر أن الألم نعمة فمن حسنات الألم أنه يُشعرنا بقيمة (العافية), ويجعلنا نعيد تقييم الممتلكات التي لا تُقدر بثمن.
7 - واجه الصعوبات, وقُل للمشكلات: أنا لها.. ولتصنع من مشاعر الألم قوة دافعة للأمام. وجِّه مشاعرك السلبية لتغيير الحال وتحسين الوضع!
8 - احرص على عدم الاستغراق في التفكير في أزماتك أو إخفاقاتك.. لا تدع الأفكار السلبية تستوطن عقلك, ولا تترك لها فرصة لوأد مشاعرك.. دونك الأنشطة الحركية، كالسباحة أو الجري؛ فهي معينة على تغيير زاوية التفكير.
9 - لا تطلب من العالم - بما فيه من بشر وأحداث - أكثر مما يجب؛ فأنت لست مركز العالم، ولا بؤرة اهتمامه، بل جزءًا صغيرًا (ولكن مهمًّا) من الكل. ركز على ما يمكنك أن تقدمه للعالم بدلاً من التركيز على ما يمكن أن تأخذ منه!
10 - واجه الألم وجهًا لوجه..
لعمرك ما المكروه إلا انتظاره
وأعظم مما حل ما يتوقع
واستعمله كوسيلة من وسائل التغيير. استعمل ما تشعر به من بؤس كحافز لتحسين نفسك وتحسين ظروفك. ابحث لتكتشف الخطأ في حياتك، وعدِّل سلوكك.
11 - من قوانين الحياة: أن الحياة محايدة؛ فلم يخلق الله الكون والأحداث للإضرار بك.
12 - لا تستمر في علاقة مع أي كان، بشر أو مكان أو سيارة.. حاول أن تحسن الوضع، وابذل الجهد لذلك، وإن لم تستطع ففي الترك راحة، والأبدال كُثُر!
13 - ما دمت تعطي وتبذل وتتقدم فلا بد من نقد وسهام؛ فلا تبتئس ولا تتوجع.. قم وانهض وتحرك؛ فمثلك الذي يُذكَر بالخير ولو كان في قبره.
14 - الحياة مليئة بمتعكري المزاج والأخلاق؛ فلا تجعل حقيقتك ما يقولونه عنك!
15 - احمِ حياتك، ونقِّ قلبك، ولا تضف إلى همومك همَّا ثقيلاً بمقارنة نفسك بالآخرين.. فالحياة ليست ماراثون، بل هي أشبه بحديقة، تنفرد فيها وردة بجمال مختلف.
16 - اجعل التغيير الإيجابي المشروع هواية لك.. لا تجبن، ولا تتردد في قبول التغيير. اسأل نفسك: كيف أكون سعيدًا؟ ستنهمر عليك أكثر من ألف إجابة وإجابة.. ثم بعدها اخطُ خطوة للأمام!
17 - تحرَّر من فكرة الشخصنة، ولا تحسب كل خطأ يبدر ممن حولك أنك المقصود به!
18 - قوِّ صلتك بربك، ووثق علاقتك بخالقك.. الذكر الدائم والاستغفار المستمر راحة ومعين، خير وبركة، رحمة وقوة.. وصدقني، إن كثيرًا ما تحل بالإنسان نكبات تنهك (روحه)، وتنهش (قلبه), يخرج منها العاقل بقرب أكثر لربه؛ يسأله العافية، ويطلب منه الشفاء.. وهي كذلك تصحح مساره، وتدفعه لرد الحقوق, والتوقف عن الظلم!
ومضة قلم:
لتسعد؛ لا تسمح للماضي المزعج، ولا للشخص البذيء، ولا للتجارب غير المكتملة.. أن تأخذ حيزًا من يومك!