عبد العزيز بن علي الدغيثر
بصراحة يدور الزمن وتتعاقب الأيام وتتكرر المواجهات وتستعاد الذكريات وتنتظر الجماهير والعشاق أبرز المواجهات وأحلى اللحظات، ومهما تذهب أو تبحث تجدها تنتظر وعلى أحر من الجمر أبرز وأميز المباريات، عندما يلتقي المتنافسان الأبرز (ربما) على المستوى الإقليمي وليس المحلي فقط.
نعم الكل ينتظر ويتطلع دائما إلى لقاء الديربي السعودي الكبير ديربي عاصمة العرب؛ العاصمة السعودية يتطلع الكل هذا المساء في الملعب أو من خلال النقل المباشر من درة الملاعب بين العملاقين النصر والهلال في لقاء هام وحساس وسيكون الحضور الجماهيري الأكثر والأفضل في اعتقادي.
نعم إنه لقاء هام جداً لكلا الفريقين ولن يبحث أحد منهما عن التعادل، فهناك منافسون كثر ينتظرون تعثر الفريقين والليلة يبحث الهلال عن الذهاب بعيداً، وفي نفس الوقت يتطلع النصر إلى الفوز وتقليص الفارق والاقتراب من الوصافة ومزاحمة فريق الاتحاد ومن ثم البحث عن الصدارة من جديد.
أهمية الديربي تتضح من خلال مركز الفريقين في سلم الدوري فالفائز في اللقاء سيكون الأقرب والأوفر حظا في الاستمرار في المنافسة ومواصلة التميز من خلال ارتفاع معنويات اللاعبين وبقية الأجهزة الفنية والإدارية، أما الخاسر فسيكون الأكثر إحباطاً وقد يفقد الكثير ولن يجد متنفسا له إلا الذهاب إلى منطقة (الثمامة) تلك المنطقة الرائعة والمتميزة مستعيدين ذكريات قبل تسع سنوات وتصريح الثمامة من خلال المتميزة جريدة الجزيرة، حيث كان له أثر وواقع على كل لقاء يجمع الفريقين على مدى السنوات القليلة الماضية.
والليلة الجماهير موعودة بلقاء متميز يجمع أفضل اللاعبين المحليين والمحترفين الأجانب، وسيكون لقاء مميزا وخاليا من جميع المشاكسات والانفلاتات بعدما أبعد من كان مصدرها ومختلقها في لقاء الفريقين فقط بعد انضمامه المشئوم والتواجد في لقاء العملاقين الذي من خلاله شوه وأفسد كل متعة كانت على طول الزمن والعقود، وهنا نؤكد أن اللقاء دوري وحصيلته ثلاث نقاط فقط، ولكنها مهمة ومهمة جدا، ودائما ما يكون للإثارة والندية عنوان بارز ومميز للقاء العملاقين النصر والهلال بغض النظر عن أي فوارق فنية أو معنوية أو إدارية، فالمتعة يصنعها وينفذها من يريد أن يمتع ويستمتع ويثبت وجوده في لقاءات الكبار فيا ترى من سيحتفل ويسعد عشاق فريقه ومن سيذهب ليستمتع بأجواء الثمامة العليلة؟؟.
الديربي لا يسدد المستحقات
يحاول بعض اللاعبين ومن لهم حقوق وأموال لدى إدارات أنديتهم أن يستغلوا المناسبات واللقاءات القوية والمهمة ليحصلوا على حقوقهم وهذا أمر خاطئ ومن يفكر فيه لا يدرك عواقبه.
نعم اللاعب الذي له حقوق سواء مقدم عقد أو مرتبات متأخرة من حقه المطالبة بها، ومن المفترض ألا تتأخر الإدارة في دفعها له ولو ليوم واحد، فالرسول صلوات الله وسلامه عليه يقول: (أعط الأجير أجره قبل أن يجف عرقه) وتأخير حقوق الناس أمر غير محبب ولا يجب أن يكون ويستمر، ولكن أصبحت الأندية مؤخراً من أبرز الكيانات التي تراكمت عليها الديون وكثرت عليها المطالبات والشكاوي الداخلية والخارجية.
والمأخذ الوحيد على أحد لاعبي نادي النصر والذي خانه التوقيت أو غرر به عندما قدم شكوى ضد ناديه في توقيت كان الكل يتطلع أن تكون الأجواء العامة أكثر هدوءا وارتفاع المعنويات والتركيز على اللقاء ومحاولة كسبه وضمان استمرار المنافسة، إلا أن توقيت الشكوى قد عكر أجواء ما قبل الديربي وبانت النوايا ومحاولة استغلال المناسبة المنتظرة ليحصل من خلالها على حقوقه التي هي من حقه ولكن لماذا الشكوى في هذا الوقت بالتحديد؟؟
نعم اليوم لا وجود للانتماء ولا إخلاص لأي شعار فقط هو عكس ذلك الإخلاص للمادة والمكتسبات المادية، وهذا حق مشروع ولكن لا للي ذراع الكيان فلم ينجح من حاول قبلك وهو من أبناء النادي، ومن ترعرع فيه وليس كما من حضر من خارج الأسوار، أوكما يقال من الطيور المهاجرة التي دائما ما تفضل مصلحتها الشخصية على أي مصلحة أخرى وهذه رسالة لإدارة النادي لتعرف وتتعرف على من يبقى ويستمر ومن يرحل ويغادر غير مأسوف عليه.
نقاط للتأمل:
- تتطلع الجماهير وعشاق المجنونة في كافة الدول العربية من المحيط إلى الخليج إلى لقاء الديربي السعودي هذا المساء بين زعيم الأندية وبين عالمي الأندية في لقاء من المتوقع أن يكون عنوانه الإثارة والإبداع والأداء المميز،كما عودونا عقودا من الزمن رغم ما حدث في السنوات القليلة الماضية بسبب لاعب واحد فقط يتطلع الكل إلى عدم مشاهدته مرة أخرى في أي فريق ماعدا ذلك، فلقاء الفريقين دائما ما يكون متميزاً، ويبدأ بالاحتضان والابتسامات، وينتهي كذلك، وهذا ما سيكون الليلة بإذن الله فجميعهم أبناء هذا الوطن وإخوان ويجمعهم تنافس شريف داخل المستطيل الأخضر والفوز حق لكل واحد منهم.
- كان لقاء الأبطال الثلاثاء الماضي بين الأهلي السعودي وبرشلونة الذي احتضنته العاصمة القطرية الدوحة لقاء ممتعا واحتفالية رائعة ومناسبة عالمية، الكل تحدث وشاهد نجوم أفضل فريق عالمي أمام بطل الدوري السعودي، وبعيداً عن نتيجة المباراة والتي كانت أشبه بمناورة رسمية إلا أن التواجد وإبراز الحدث كان الأهم، وهذا ما يجب أن تعمل عليه جميع الأندية السعودية فالاحتكاك والتواجد في مباريات مع فرق عالمية مفيدة من جميع النواحي سواء الفنية أو المعنوية أوحتى الدعائية وتقع المسئولية على إدارات الأندية واتحاد اللعبة في التعاون في هذا الأمر من خلال إيجاد الفرص والتواصل مع الأميز عالمياً في كرة القدم.
-بمغادرة مدرب نادي الوحدة السيد مضوي يكون المدرب رقم عشرة الذي تم الاستغناء عنهم في الدور الأول من دوري عبداللطيف جميل، وأعتقد أنها غير مسبوقة من حيث العدد والأندية وخاصة الكبيرة وبرغم أن عشرة أندية استغنت عن مدربيها إلا أن العدد مرشح للزيادة مع انطلاقة الدور الثاني من المسابقة، وإذا ما خاب ظني فإن مدرب الشباب ومدرب النصر هم الأقرب للمغادرة وقد لا تكون لأسباب فنية أو عطفا على النتائج ولكن لمشاكل ومؤثرات خارجية والله اعلم.
- جاءت القرعة الآسيوية عادلة لجمع الأندية ما عدا النادي الأهلي السعودي فقد رمته القرعة في المجموعة الحديدية، فالعين الإماراتي غني عن التعريف وزوباهان الإيراني لا يقل قوة عن العين، وإذا ما تأهل الجيش القطري عبر مباراة الملحق فبذلك تكون اكتملت القوة، فالجيش القطري مميز وهو متصدر دوري نجوم قطر، ويعتبر الأفضل ولكن ثقة الجماهير السعودية في جميع ممثلينا وخاصة الأهلي والهلال اللذين لديهما الخبرة والمشاركات المتعددة مع كل الأماني لفريقي التعاون والفتح (في حالة تأهله) فقد غابت البطولة كثيرا عن الأندية السعودية ويجب أن تعود.
خاتمة:
ليس كل ما نفقده خسارة، فالاستغناء عمن لا يدرك قيمتنا حياة جديدة.
وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي عندما أتشرف بلقائكم كل يوم جمعة عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي وعلى الخير دائما نلتقي.