نبيل حاتم زارع
نعت صحيفة الجزيرة قبل أيام، سعادة العميد شحات مفتي مدير مرور جدة سابقاً والذي انتقل إلى الرفيق الأعلى.. ورغم أنّ أبا وليد تقاعد منذ سنوات طوال تقريباً في عام 1407 أو 1408 هجري، إلاّ أنّ هذه الشخصية لم تغب عن المشهد الاجتماعي، بحضوره البهي ومرحه وروحه الجميلة ولطافة حديثه وحرصه على أداء الواجب مع الجميع، والعميد شحات يُعّد أباً لي فأنا زميل ابنه خالد وباقي إخوانه، وأعرف عن قرب طيبة هذا الرجل رغم قساوته في العمل وحزمه الشديد في فترة إدارته لمرور جدة، حيث تشعر بهيبة رجل الأمن الذي كان حريصاً على توعية المجتمع من مخاطر السرعة وأضرارها، وضرورة التقيد بتعليمات المرور من أجل السلامة، وكان حريصاً على زيارة المدارس وإقامة المحاضرات وتشديده في تلك الفترة على ربط حزام الأمان، ورغم قلة ومحدودية وسائل الإعلام في بتلك الفترة، إلاّ أنّ تأثيرها كان قوياً جداً وفعالاً ومؤثراً، وأصبح الكثير يردد أنّ المرور سوف يشدد على عقوبة عدم ربط الحزام، بالإضافة إلى أنّ العميد شحات كان من المستحيل أن يقبل شفاعة في شخص قطع إشارة، والمواقف كثيرة لأشخاص طلبوا وساطته في ذلك، إلاّ أنّ حرصه على أرواح الناس وحرصه على تطبيق الأنظمة كان هو المتسيّد في قراره.. والجميل في الأمر أنّ من يطلب شفاعته كان يتردد في الذهاب إليه من قوة شخصيته، وبالرغم من ذلك لم يزعل منه أحد أو يغضب أو يقاطعه، لأنه بالفعل إنسان عملي حريص على تطبيق الأنظمة.. ولا أنسى صالونه العامر الأسبوعي الذي ترددت عليه قليلاً بعد تقاعده، حيث تسأل نفسك ماذا صنع هذا الرجل لكي تظل الناس حوله بهذا الشكل، وقد يتبادر إلى الذهن أنه من رجال الأعمال أو الأثرياء، ولكن هو إنسان خدم وطنه بكل إخلاص وكسب حب الجميع، ولذلك لم ينسه الوطن ولم ينسه المجتمع ولم تنساه صحيفة الجزيرة العريقة، التي دوماً ما تحرص على تقديم شكرها لمن خدموا الوطن في أي مرفق.. ورحم الله أبا وليد..