إبراهيم عبدالله العمار
لغتنا خير لغة، جبارة في وضوحها وبلاغتها، لكن لكي تكون العربية فعالة فيجب أن تُستخدم صحيحاً، ومن يقرأ بعض الرسائل النصية والمحادثات فسيلاحظ بعض الأخطاء التي لا تزال شائعة، ومن أكثرها الخلط بين الضاد والظاء، وغير ذلك، فانتبه للفرق بين الحروف التالية:
* حَضَرَ - حَظَرَ: حَضَرَ من الحضور، فنقول حضر محمد، وحَظَرَ من الحَظْر أي المنع، فنقول حَظَرَت الدولة التدخين في الأماكن العامة لتحمي الناس، وإذا أردنا أن نجمعهما في مثال واحد فنقول حضر المدير الاجتماع لكنه حَظَر المتأخرين من الحضور.
* حظ - حض: عادة يرغب الشخص أن يعني شيئاً يدعو للسرور أو الأسف مع كلمة «حظ» مثل: سوء الحظ جعلني أخسر. و «الحض» هو الحث والإغراء، فالشيطان متخصص في الحض على الشر، ونجمع بينهما فنقول: حضَّ الطفل صديقه أن يدخن، لكن لحسن الحظ أتى أبوه ونَهَره.
* إنشاء - إن شاء: يخطئ البعض في هاتين فيقول «إنشاء الله»، لكن الصحيح «إن شاء الله»، أما الإنشاء فهو صنع شيء جديد كالبناء مثلاً، وفي جملة واحدة: سأعمل على إنشاء المبنى إن شاء الله.
* غيظ - غيض: يتشابه نطق هذين الحرفين في معظم اللهجات، فأما الغيظ فهو أشد الغضب، فنقول اغتاظ محمد من تعطل سيارته، وأما الغيض فهو القليل، فنقول ماءٌ غيض أي قليل، وغيضٌ من فيض أي قليلٌ من كثير، وكظم محمد أكثر غيظه فلم يَظهر منه إلا غيضٌ بسيط.
* ظلَّ - ضلَّ: فرقٌ كبير! الأولى تعنى استمر ولا زال، فتقول ظل الجو حاراً، والثانية من الضلال وهو الانحراف فتقول ضلَّ الشاب لأن عِلمه الشرعي ضعيف، نجمعهما فنقول: ظل الشاب جاهلاً لا يطلب علوم دينه فلما ذهب لبلاد غير المسلمين ضلَّ.
* شيق - شائق: يشيع بيننا استخدام كلمة «شيق» ليعني شيئاً مشوقاً جذاباً ظريفاً، لكن الكلمة التي تعني ذلك هي كلمة «شائق»، و»شيق» تعني مشتاق. قال المتنبي: ما لاح برقٌ أو ترنمَ طائرٌ...... إلا انثنيتُ ولي فؤاد شيِّقُ.
* ظن - ضن: يريد البعض أن يقول «ظن» ولكن يخطئ فيستخدم «ضن»، وكلمة «ظنَّ» أي اعتقدَ، ولكن كلمة «الضنّ» تعني البخل، والضنين البخيل، وفي جملة واحدة: ظن أحمد أن جاره كريم لكنه اكتشف أنه ضنين.